اسحق احمد فضل الله

اسحق احمد فضل الله يكتب: أين نحن.. ولماذا


______
في مصارعة الثيران الثور يطعن العباءة وهو يظن أنه يطعن المصارع
ومن يلقى الطعنة هو الثور
….حتى ينهك ويسقط
والصراع السياسي الآن يجري بالأسلوب هذا
…وأنت تكشف الأخطاء والجرائم ..و…
بينما أنت تطعن الهواء وتتلقى الطعنات
واللغة الجديدة هذه قاموسها مثل
محطة النفط تتعطل…وقحت تجلب المهندسين الذين فصلتهم
والمهندسون يعودون من الخارج ويصلحون المحطة بمفهوم هو
….لله وللمسلمين
وقحت تستقبل الأمر بمفهوم هو
..حيوانات نستخدمها…ولم لا؟
(٢)
ومن القاموس
عام ٢٠١٧ تنتشر ظاهرة النيقرز
والأمن يعتقل البعض ويجد أنهم مجموعة قامت دولة معينة بصناعتها وتمويلها وإطلاقها للعمل في تدمير المجتمع
والمجموعة تعتقل
وقحت تطلقها
والسؤال هو….لماذا لا تفعل؟
الأمر كان جزءاً من العمل السياسي
(٣)
والعمل في كل جهة وإبراهيم نافع رئيس الأهرام يقول
مائة إعلامي في السودان في قائمة المرتبات للأمن المصري
وبعد سقوط زين العابدين في تونس تكشف الحكومة الجديدة عن إعلاميين في العالم العربي كله ظلوا يتلقون مرتبات من زين العابدين
وكل حاكم تجده نسخة من زين العابدين
وكل له أسلوبه
وتطور الأساليب ينجب شيئاً غريباً
ينجب معاني جديدة للكلمات المعتادة….حتى كلمات مثل حق وحقيقة وصواب وخطأ كلمات بعد أن تبدل ذواتها تبدل العالم
وتبدل…الإعلام والمسرح والثقافة والشعر والقانون و…و..
وتصبح هي ما يصنع النجوم
والنجوم هم الشخصيات التي تصبح هي أنبياء العصر
(٤)
والعصر ما يقوده هو النجوم
والفطرة عند الناس التي هي مايقبل الصواب ويرفض الخطأ ويشعر بكل شيء( القبح والجمال والطيب والمتعفن) الفطرة هذه يجعلونها تقبل كل شيء عن طريق….اللذة
والناس وحتى لا يرفضون الأشياء المنفرة تقدم لهم في ثوب….جميل
قال أنيس منصور
والفقر قبيح منفر لكن المسرح يقدم لك الفقير وهو يرتدي( دلاقين) حريرية
والمرض منفر لكن المسرح يقدم لك البطلة التي تموت بالسل…يقدمها وهي تكح بصوت موسيقي رقيق وليس بصوت الصدر الذي يمزقه الدم المتعفن في الصدر
الخراب السياسي يقدم الآن ومنذ ستين سنة وفي العالم العربي والإسلامي كله يقدم بالصورة هذه
والناس سوف تصرخ من الوجع…مؤكد…وهكذا يقدمون لها أسلوب الثور والمصارع
والأيام هذه تمر الذكرى العاشرة لثورة الناس في سوريا…تونس…ليبيا …وما وصل إليه الناس معروف
الهتاف…الصراخ… الشتائم كشف الخراب أشياء يصبح ضجيجها شيئاً
مثل ضجيج العلب الفارغة مربوطة في خيط خلف عربة منطلقة
والناس بعد عشر سنوات يجدون أن كل ما فعلوه لا يجدي شيئاً…
عندها يقع للناس في كل مكان ما يقع الآن
والحيرة…والعجز… والخوف أشياء حين تضرب المجتمع فإنها تنبت نباتاً جديداً…..مرعباً
تنبت الجريمة
والجهات التي صنعت كل شيء تحول الأمر إلى تنافس حول الجريمة ذاتها
وتحول الحكومات إلى عصابات
….هل عرفت أين نحن؟؟
ولماذا؟؟؟.

صحيفة الانتباهة


‫3 تعليقات

  1. بل انت تظن ذلك ، مثل ظنك و إيمانك بالخرافات التي تحدثت عنها سابقاً وعرفك كل هذا الشعب السوداني ، عن الغزال و عن رائحة الجنة .
    المهندسين اللذين تتحدث عنهم هم من فصلو في عهد الانقاذ .
    نحن ماضون و متمسكين بكل من اتو بعد هذه الثورة المجيدة والذي اتى بعد ثمن باهظ دفعت مهراً له .
    ولا نرغب بعودتكم مطلقاً وتحت اي ستار و ان تم وعدنا بأن يكون هذا البلد جنة الله .
    انتم كاذبون لا دين لكم ، مصالحكم دينكم و قد جربناكم لثلاثة قرون ، ومستعدون ان نجرب مثله من الزمن ولكن دونكم .

  2. اين نحن
    نحن بين الاحلام واليغظة

    زي الهدهد هدي الناس للاسلام
    والنملة غيرت مسار جيش
    والفيل رفض هدم الكعبة
    والحوت لفظ نبي للحياة

    نحن في السودان نريد حيوانا لكي يرشدنا الي ماذا نفعل

    نحن في حيرة من امرنا نريد حيوانا.

  3. كل مرة بقرأ ليك موضوع بندم على الزمن الذي أضعته في قرائته. المشكلة كل مرة بتوقع أن لديك جديد ولكن في نهاية العمود أكتشف أنها نفس الخزعبلات والهلوسة ما أدري متى تتعلم كتابة الأعمدة بعد أن يلغت من العمر عتيا. المشلكة أنك ما زلت تكتب نفس الهواجس ونشر الخوف بين الناس بينما الأمور كما هي لم نرى واقعا لكل ما ظليت تحذرنا منهمنذ أكثر 30 عاما لا شيء . مثلا طيب أفرض أنه فعلا المصفاة استدعت بعض الموظفين القدامى وفعلا جو وصلحوها وهو طبعا كلام فيه أي شيء من الحقيق’ إذا أفترضنا جدلا هذا حدث فعلا فما هي الرسالة التي تود أن تقولها بعد كل هذا اللف واللت والعجن والدوران.