مقالات متنوعة

محمد أحمد الكباشي يكتب: جامعة شرق كردفان .. منزل للإيجار

جامعة شرق كردفان آخر مولود في ثورة التعليم العالي ولكنها ولدت مشوهة وعلى عجل من امر القائمين ثم انها لم تجد الاعتراف من ابيها الشرعي وزارة التعليم العالي ولذلك لم تجد هذه الجامعة وطلابها المغلوبون على امرهم الرعاية والاهتمام كما بقية الجامعات المنتشرة في ربوع الولايات وطبيعي ان تكون محصلة طلابها من الكليات المختلفة هذه (البهدلة) ( وعدم الاستقرار وضياع سنوات العمر وكان قدر طلاب كلية الطب والعلوم الصحية قسم الجراحة وكلية التمريض بجامعة شرق كردفان أن يدفعوا جزءاً من ثمن ثورة التعليم فقامت كليتا التمريض والطب بدون مقومات أو أسس يقتضى توفرها فى كليات الطب، وتم افتتاح الجامعة فى العام 2016 وتضم إلى جانب كلية الطب خمس كليات ولكن اكثر الكليات التي واجهت مشكلات ولا زالت هي كلية الطب والتمريض ولكم ان تتخيلوا معي ان الدفعة الاولى من طلاب الطب لم تكمل الفصل الدراسي السادس وحتى هذه المحصلة جاءت بعد رحلة من المعاناة والترحال لمواصلة الدراسة اذ ان انطلاقة الكلية كانت بابوجبيهة وطلاب الدفعة الاولى يمنون انفسهم أن يجدوا الطريق مفروشاً بالورود وبالضرورة ان تكون مكتملة من النواحي الفنية والادارية والكادر ولكن كل هذه النواحي لم تكن متوفرة ولو للحد الادنى لا توجد معامل بكلية هي في الأساس التعليم فيها يقوم على هذه المعامل بالضرورة ان تكون مواكبة للتطور والذي طرأ ويطرأ باستمرار في مجال دراسة الطب وإذا تجاوزنا قضية انعدام المعامل ومستلزماتها فإن الجانب النظري هو الآخر يشكو من انعدام الكادر وهروب غالبية استاذة الجامعة من الذهاب الىابوجبيهة لاعتبارات تبدو منطقية هذا من جانب اما الجانب الأهم في هذه القضية هو فشل الإدارة في معالجة هذه التعقيدات وصمتها حيال الشكاوى المتكررة من قبل الطلاب ومن هنا بدأت رحلة المعاناة والطريق الى المستقبل المجهول حتى الآن تنقل طلاب الطب بجامعة شرق كردفان الى اربع جامعات فبعد ابوجبيهة المقر الرئيس للجامعة بدأت مسيرة السنة الاولى لطلاب الطب والعلوم الصحية في الدخول في اعتصام انتهىباغلاق الجامعة بحجة انها غير مؤهلة ليتم نقل الدفعة لمواصلة الدراسة في جامعة النيلين وبذات الكلية لكن صاحب الدار .. جامعة النيلين لم تكن تحتمل القيام بمهمة تدريس طلاب جامعة ضمن طلابها واعتبرت ان هذا الامر شكل عبئاً على الادارة فاعتذرت ليتوجه هؤلاء المشردون الى بيتهم (غير المعمور) في مقر الجامعة بابوجبيهة وهنا لا جديد وما هو الا شهر واحد حتى حمل الطلاب امتعتهم بعد اخطارهم بان جامعة شيكان بالابيض هي الملاذ الامن والحل النهائي لهذه المعضلة ولم يهنأ اصحاب الوجعة بدخولهم الى عروس الرمال حتى تم اخطارهم باخلاء الموقع الى حين اشعار اخر وبعد رحلة بحث مضنية وعصف ذهني لوزارة التعليم قررت ان تكون وجهة طلاب كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة شرق كردفان الى جامعة الجزيرة مع قرار تذويب الدفعة بالجزيرة على ان يتخرجوا باسمها ولكن لم تصمد وزيرة التعليم امام قرارها وسرعان ما تراجعت عنه ليشكل ذلك صدمة جديدة على هؤلاء واسرهم وقد طال انتظارهم لان يفرحوا مع ابنائهم ونسأل وزارة التعليم العالي الى متى يظل هؤلاء الطلاب يواجهون هذه المرمطة والبهدلة؟

صحيفة الانتباهة