سهير عبدالرحيم تكتب: تنتحر كيف …!!
هل شاهدتم (فيديو) الشاب الذي حاول الإنتحار من أعلى كبري المك نمر …!! ذلك الشاب الذي وقف أعلى الكبري وحاول أن يلقي بنفسه في النيل ولكن المواطنين أمسكوا به في اللحظات الأخيرة ..
الحقيقة لم يلفت نظري للموضوع محاولة الشاب الإنتحار ولا جهود المواطنين للإمساك به …!! ذلك أن حالة الإحباط العامة في البلاد أدت إلى إرتفاع ملحوظ في حالات الإكتئاب الحاد مما أدى إلى إزدياد مضطرد في أعداد المجانين والراغبين في الإنتحار .
أقول أن محاولة الإنتحار لم تلفت نظري ولكن ما لفت نظري تعليقات المواطنين لحظة الإمساك به …!! المواطنون كانوا شامتون من فشل محاولته في الإنتحار ….!!
أي نعم والله .. وكأن الإنتحار فعل جميل فشل في آدائه بنجاح فتعالت نبرات السخرية عليه …!!
أحدهم قال معلقاً : ( قال داير ينط البحر وين يازول ..!! ربطوهو …تنتحر وين يا زول ….!! تقعد معانا بس ….!! الليلة ما ح تموت ….!! تقعد معانا في البلد دي في سخانتا ) …( ماعندك أي طريقة تنتحر وين يا زول تعيش معانا بس عدم كهرباء عدم بنزين عدم أي شيء )…!!
الشاهد في الأمر أن تعليقات المواطنين عن فشل الشاب في الإنتحار تشير بوضوح إلى شعورهم بأن الإنتحار أفضل حالاً من الحياة في هذا البلد …!! وذلك لعمري سوء ما بعده سوء ، و مرحلة متأخرة جداً من فقدان الأمل .
والسؤال الذي يطرح نفسه هل وصلنا إلى بوابات التفاخر بالإنتحار و الشعور بالنجاح حيال إنجازه ، و هل أصبحنا في مرحلة القنوط من الإصلاح للدرجة التي أصبح خيار الإنتحار فيها أفضل من إنتظار حصاد السراب في وطن بلا ملامح .
قبل عدة أيام خرجت إحصائية مخيفة من السلطة القضائية لحالات الطلاق كنت أتمنى أن تخرج إحصائية مماثلة من وزارة الداخلية بحالات الإنتحار ، و أن تخرج علينا وزارة الرعاية الإجتماعية بإحصائية مماثلة لعدد المجانيين الجدد.
إحصائية القضائية كانت تتحدث عن (7) حالات طلاق كل ساعة و قد سجلت ولاية الخرطوم أعلى نسبة بعدد (22753) حالة طلاق في حين حلت ولاية الجزيرة في المرتبة الثانية بعدد (4217) حالة ، وقال المأذون الشرعي عبدالمنعم سيد بمحكمة الخرطوم شرق الشرعية أنه يستخرج شهرياً خمس قسائم طلاق مقابل قسيمة زواج واحدة.
الآن مطلوب من الوزارات أعلاه إحصائيات مماثلة بعدد حالات الإنتحار والشروع في الإنتحار ولا تنسوا تضمين إحصائيات بعدد الشامتين في الذين فشلوا في الإنتحار فأولئك راغبون في الإنتحار حتى إشعار آخر.
خارج السور :
كنت أتمنى من السيد مبارك أردول فتح تحقيق في صفقة الخمسين مليون دولار المشبوهة ثمن العقار الذي إشتراه للحكومة مؤخراً والبحث عن كلمة ما معنى (برج اسطنبول ) ….!! عوضاً عن إطلاق سراح بعض الكلاب المأجورة لتدافع عن الصفقة وتهاجمني …!! .
يبدو أنك لا تعرف مع من تتعامل يا أردول أسأل عني الكيزان فلا يوجد من يكسر قلمي …!!
صحيفة الانتباهة