محمد عبدالماجد يكتب: مدير شرطة ولاية الخرطوم وعشة الجبل!!
(1)
] قد يبدو الجمع بين مدير شرطة ولاية الخرطوم الذي لا يعرف معظم الناس اسمه وبين الفنانة المعروفة عائشة الجبل في العنوان اعلاه غريباً، فليس ثمة شيئاً يجمع بينهما، ونحن هنا نعتذر لعائشة الجبل لهذا الجمع الذي قد يفهم في غير السياق. وان قصدنا القول ان مدير شرطة ولاية الخرطوم اراد ان يحول معاركه الى ملاعب (النواعم) وهو يدعو الى عودة قانون النظام العام، ليجعل الشرطة تتجه الى ملاحقة (المظهر) العام والسلوكيات العابرة، متجاهلاً (جوهر) التفلتات والجرائم التي تحدث في الساحة السودانية في الفترة الاخيرة ليبقى على مهامه في حدود عدم تجاوز زمن انتهاء الحفلة ومطاردة الفنانات في ترديد الاغاني (الهابطة) بحجة انها تجرح الذوق العام في الوقت الذي يحدث فيه القتل في شوارع الخرطوم ويفقد الآمن في لياليها ونهاراتها.
] وجدت تصريحات مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق عيسى آدم اسماعيل بإعادة قانون النظام العام رفضاً عاماً من كافة الناس ولاقت تصريحاته استهجاناً من الجميع حد المطالبة بإقالته ليعرف مدير شرطة ولاية الخرطوم (سخف) ما صرح به، وليثبت للسلطة الحاكمة وعي هذا الشعب وحصافته ورفضه هذا التحايل للعودة الى العهد البائد بشكل او اخر، ومدير شرطة ولاية الخرطوم يريد ان يعيدنا الى اسوأ ما انتجه النظام البائد وهو قانون النظام العام، الذي لم يطبق إلّا على ضعاف الناس في الوقت الذي تركوا فيه قيادات الحزب الحاكم يتحرشون في السفارات الخارجية وفي ولاية البحر لاحمر وولاية سنار وغيرها دون ان يمسهم شيء لولا ضغوط الرأي العام التي شكلت لهم الحرج.
(2)
] نقول لمدير شرطة ولاية الخرطوم ان ولاية الخرطوم تشهد الآن اعلى معدلات الجرائم والتفلتات والتي بلغت حد ان يقتل عامل طلمبة نهاراً جهاراً وهو يؤدي عمله، في الوقت الذي ظل فيه (الذهب) يهرب على عينك يا (مسؤول) عبر مطار الخرطوم. عيسى آدم اسماعيل يبحث عن عودة قانون النظام العام للمحاسبة والمعاقبة على لبس فتاة للبنطال او خروجها برأس حاسر، تركوا الجرائم (المادية) وعظائمها، واردوا ان يهربوا الى شكليات يمارسوا فيها صلاحياتهم وتقديرهم بالكيفية التي يرونها – فكل محاسبات قانون النظام العام مبنية على (تقديرات) خاصة لرجل الشرطة.
] الشرطة في (خدمة) الشعب وليس في (اذلاله). ليس لمدير شرطة ولاية الخرطوم صلاحية ليصدر مثل هذا التصريح الخارج عن اختصاصاته فهو يشرف على جهاز (تنفيذي) وليس (تشريعياً)، ودخوله في هذا الجانب يعتبر تعدياً منه وفساداً (ادارياً) يجب ان يحاسب عليه.
] مظهر الشعب السوداني وسلوكياته فوق الشبهات لا نحتاج الى قوانين لضبط (النظام العام) لشعب يعتبر معلماً– ما نحتاجه له هو ضبط الحكومات والسلطات حتى لا يؤدي فسادها الى ظهور التفلتات في الشارع العام.
(3)
] في العهد البائد كانوا يسرقون اموال الشعب وقوته، وهم يدعون (حماية الدين)، وكانوا ينهبون ثروات البلاد ويهربونها للخارج، وهم يرفعون شعار (لن نذل ولن نهان)، كانوا ينشرون صور فنان الشباب الاول محمود عبدالعزيز وهم يعاقبونه بغير حق امام الملأ، ليرهبوا الشعب بقانون النظام العام، بينما يمتلك علي كرتي (99) قطعة ارض من الحق العام.
] ايهما اولى بالحساب من يعتدي على الحق العام ام من يخرج عن النظام العام؟
] كانوا يمنعون محمود عبدالعزيز من الحفلات العامة والخاصة في الوقت الذي كانوا يرقصون فيه في الصالات الخاصة ويبتهجون، وكأنهم في باريس وليس في الخرطوم.
] احضروا ليلى علوي واحتفلوا بها وهي تلبس البنطال في حفل صاخب – ولاحقوا طالبات الجامعات في الداخليات والحرم الجامعي من اجل الظهور بالحجاب.
] يرقص رئيسهم ويعرض امام الملأ – ويحسبون (الرقص) نفسه حرام على فرق شعبية وفنانين يدعونهم لجلساتهم الخاصة، بينما يرفضون لهم نفس الغناء والرقص في الجلسات العامة.
] لقد قتل النظام البائد (28) ضابطاً في 28 رمضان وتنادوا فيما بينهم (هي لله هي لله). وتمت تصفية طلاب معسكر العيلفون قبل حلول العيد (لا للسلطة ولا للجاه). وابادوا الالاف في دارفور تحت شعار (فلترق كل الدماء). ولاحقوا بالقوانين واللوائح سيدة تلبس البنطال لمحاكمتها بصورة عاجلة ورادعة. وكان رئيسهم بعد ان تجاوز السبعين يبحث عن فتوى تجيز له ابادة ثلث الشعب من اجل ان يبقى حاكماً.
(4)
] بغم /
] السيد مدير ولاية الخرطوم والذي نتمنى ان نقول عنه قريباً (السابق) /
] الأمن يأتي بالعدل والطمأنينة والسلام وليس بالردع والعقاب والملاحقات.
] المظهر العام يبقى نواتج سلوك وتحضّر، وليس قانون.
] ما تتحدث عنه في السلوك والمظهر العام تفرزه الثقافات والأعراف والتربية..والشعب السوداني عظيم خلق وكريم أدب.
] اضبطوا الاسواق واوقفوا التهريب في مطار الخرطوم ولاحقوا الفساد ينعكس ذلك بشكل (حضاري) على سلوكيات الناس ومظهرهم في الشارع العام.
] اضبطوا اولاً قوات الحركات المسلحة المنتشرة بالسلاح في الخرطوم، وانهوا تفلتات القوات النظامية من الدعم السريع او الجيش او الشرطة نفسها.
صحيفة الانتباهة