مقالات متنوعة

أسماء جمعة تكتب والي الخرطوم 250 يوماً والنتيجة صفر

في يوم 22 يوليو 2020 تم تعيين أيمن نمر والياً على ولاية الخرطوم، اختياره جاء نتيجة (ليانصيب) المحاصصات التي أوقعت منصب والي الخرطوم للحزب الاتحادي الأصل الذي اختاره هو ويفترض أنه أفضل ما عنده من كوادر، فمنصب والي الخرطوم ليس سهلا وإن كان كذلك خلال عهد النظام المخلوع الذي عين فيه أفسد كوادره فانشغلوا بالنهب وتركوا أمر الولاية للظروف، فنمت وهي تعاني من اختلالات في كافة مناحي الحياة، وحين سقط ترك لنا مدينة تسمى الخرطوم ولكنها لا تحمل من معالم المدن شيئا، وهي اليوم واحدة من أسوأ عواصم العالم، ولذلك كان لزاما على الحكومة الانتقالية أن تختار لها الأقدر (القوي الأمين) بناء على مواصفات كثيرة، ولا أظن أن أيمن نمر كان كذلك، قد يكون أفضل ما يراه الاتحادي الأصل ولكن ما كان يجب القبول به والياً على الخرطوم وهاهو قد فشل.
لا أقول هذا الكلام من فراغ، فدائما هناك مقياس لأداء أي مسئول، يمكن لأي شخص عادي أن يقيمه به، وهو أول مائة يوم، وهي المدة التي تحدد ما إذا كان المسئول سيكون جيدا أم لا وينفذ خلالها خطته لمعالجة القضايا العاجلة والطارئة بطرق مبتكرة، واليوم يمر على تعيين السيد أيمن نمر حوالي 240 يوماً أي أنه أكمل أكثر من نصف العام ولم نر جديداً، الخرطوم ما زالت كما هي غارقة في النفايات ومياه الصرف الصحي والمياه المتدفقة نتيجة الكسور في توصيلات شبكة المياه ومخالفات السكن والشوارع وفوضى المواصلات والمواقف والأسواق وغيرها الكثير، وهذه كلها أشياء لا تحتاج الى ميزانيات ضخمة فهو عمل تنظيمي يعتمد على التعاون والتنسيق بين الولاية بمحلياتها السبعة والجهات المختلفة ذات الصلة مثل شرطة المرور، وزارة البنى التحتية، الأراضي، المياه، الكهرباء، هيئة نظافة ولاية الخرطوم وغيرها، فمشكلة الخرطوم الأساسية هي الفوضى، والحل يكمن في شيئين أساسيين هما النظافة والتنظيم إذ يمكن القيام بهما بأقل التكاليف وبمساعدة المجتمع وبأفكار مبتكرة تجعل الأمر حالة مستمرة، والنظافة والتنظيم وحدهما يصنعان الفرق الأكبر ربما بنسبة 80%، وحتى الآن السيد أيمن لم يأت بأي أفكار جديدة في هذا الشأن فما زالت الخرطوم كيوم استلمها بل وأسوأ.

لا أعتقد بعد هذه المدة يمكن لوالي الخرطوم أيمن نمر أن يقدم شيئا جديدا ونحن اليوم في منتصف المائة الثالثة، ويجب أن يذهب مع الذاهبين من الولاة ونرجو أن يتم اختيار شخص قادر على التفكير خارج الصندوق وهذه مشكلة كل المسؤولين على الإطلاق فهناك شبه كبير بين عقلية مسؤولي النظام المخلوع والفترة الانتقالية فيما يتعلق بالتفكير الإبداعي، فحتى الآن ليس هناك وزير قدم لنا خطة واضحة ورؤية عميقة لمعالجة أكثر المشاكل إلحاحا خلال مائة يوم ولا حتى الخطة العامة وهذه أول دلائل الفشل.
ما ينطبق على السيد والي الخرطوم ينطبق على كل الولايات.

هو مجرد نموذج يمثلهم جميعا، نتمنى أن يأتي التشكيل الجديد بالأفضل ونرجو من قادة الأحزاب أن يقسوا على أنفسهم قليلا بعدم اختيار المسؤولين بناء على العلاقات والمصالح الشخصية فيدفعون بمن هم غير قادرين على إحداث فروقات قوية وشجاعة تناسب المرحلة

صحيفة السوداني