مقالات متنوعة

يوسف السندي يكتب مواقف بعض الأحزاب من إعلان البرهان-الحلو

اطلعت على بيان لحزب البعث العربي الاشتراكي موقع باسم الأستاذ عادل خلف الله المتحدث الرسمي باسم الحزب حول اتفاق البرهان الحلو، حيث رحب البيان بالاتجاه نحو السلام ولكنه قدم ملاحظات من بينها تأكيده على ضرورة إحالة قضية فصل الدين عن الدولة الى المؤتمر الدستوري. بهذا البيان ينضم حزب البعث إلى حزب الأمة القومي وهيئة شئون الأنصار وهيئة علماء السودان التي كونتها حكومة الثورة وعدد من الأحزاب والتيارات الأخرى.

الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل تأخر عن الوقوف في وجه اختطاف قرار الأمة بواسطة اعلان الحركة الشعبية والبرهان الثنائي، وارتمى في أحضان الحلو بصورة مريبة وهو يبذل له الثناء والشكر والمديح بطريقة لا تليق بحزب عريق يتكيء على إرث ديني ضخم كونته الحركة الصوفية الختمية، ولا أدري هل أصبح السادة الختمية علمانيون ام ان هناك بيانا منفصلا للسجادة الختمية يرفض فيه البت في قضية الدين والدولة بطريقة ثنائية ويطالب بإحالتها كما هو المنطق السليم إلى المؤتمر الدستوري.

الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل واضح انه لم يتخلص بعد من فضيحة مشاركته مع نظام الإنقاذ حتى سقط معه في المذبلة بأمر الشعب، هذا الحزب الذي لم تنتبه قيادته إلى أن جماهير الشعب السوداني قد خرجت من أجل حريتها وان الشعب سينتصر على البشير، وان عليها ان تنسحب من المركب الغارقة قبل فوات الاوان، لا اظنه ينتبه الآن إلى أن الطريقة التي تم بها توقيع هذا الإعلان وما حواه تمثل اختطافا لصوت الشعب وحقه، وان الشعب لن يصمت وسينتصر على من يقهرونه اجلا ام عاجلا. ولكني اعتقد كما أن الكثيرين من شباب وكوادر الحزب الاتحادي الأصل والختمية كانوا في مقدمة الثوار رغم مشاركة حزبهم في سلطة البشير، فإن الكثيرين من كوادر وشباب الاتحادي والختمية سيكونون ضد قرار حزبهم بدعم إعلان البرهان- الحلو الداعي لفصل الدين عن الدولة، وكما انتصر هؤلاء الشباب في معركة ثورة ديسمبر على حزبهم وحكومته البائدة سينتصرون في هذه المعركة ايضا.

الحزب الاتحادي الديمقراطي يبحث عن دور في الراهن السياسي، عن رافعة تنقذه من إرث السقوط مع الإنقاذ بواسطة الثورة، لذلك هرع إلى الحلو من أجل أن يوفر له اتفاق الحلو هذا الدور ويرفع عنه هذا الإرث المخجل، ليشارك عبر اتفاق سلام الحلو على طريقة اتفاق القاهرة الذي شارك به الاتحادي في حكومة الإنقاذ بعد اتفاقية السلام في ٢٠٠٥ بمساعدة جون قرنق والحركة الشعبية، وهو موقف يصنف الحزب الاتحادي ضمن معسكر الداعين إلى علمانية الدولة السودانية رغم انف الشعب المتدين بما فيه من السجادات الختمية.

اما الحزب الشيوعي فقد اصدر بيانا غامضا مبهما حول إعلان البرهان-الحلو لا يحمل دعما للاتفاق ولا يحمل رفضا له، بل طاف البيان حول الاتفاق نفسه وتكلم في القضايا المعتادة التي لا يخلو منها بيان للحزب الشيوعي وهي الرأسمالية الطفيلية والهبوط الناعم واختطاف العسكر للقرار ومحاسبة قادة النظام البائد والخ من القضايا التي لا علاقة لها بالمحور الملتهب الذي يدور حوله الجدل وهو فصل الدين عن الدولة، البيان يوضح ان الحزب لم يشأ ان يغضب حليفه التاريخي عبدالعزيز الحلو وفي نفس الوقت لم يشأ ان يدعم اعلانا وقعه البرهان.

البلاد أصبحت معسكرين، الاول يدعو لتطبيق العلمانية بناءا على اتفاق ثنائي، والاخر يرفض تطبيق اي شيء يختص بالقضايا العليا للشعب في اتفاقيات ثنائية ويدعو إلى إحالتها إلى المؤتمر الدستوري. والمعسكر الثاني هو الأضخم والاكبر والمنتصر لا محالة.

صحيفة السوداني