محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: حتى لا تصبح (موية) رمضان (دم)!


(1)
في رمضان قبل الماضي وفي آخر لياليه، عندما كان الناس في ميدان الاعتصام في محيط القيادة العامة، يتناولون تمراً في ساعة السحر ليستقووا به في يومهم الاخير في رمضان، كانت هناك قوات مسلحة ما زالت مجهولة تطلق على صدورهم (الرصاص)، تحصد رؤوسهم وهم يتسابقون نحو (مواعين) المياه لينهلوا شيئاً منها.
بعضهم كان مازال في سبات نومه – لا يعرف ماذا حدث؟ غير ان هناك مجموعة من الجنود تطلق عليهم النيران وهم لا شيء يقيهم من هذا الرصاص غير (ثقتهم) في المحيط الذي يعتصمون فيه.
أحرقوا الخيام – ولاحقوا الاطفال في ارض الاعتصام.
اختلط (الدم) مع (الحلو مر) ليصبح كله (مراً)، وتناثرت (موبايلاتهم) ونظاراتهم الطبية مع (العدسية)، وبقايا طعام من عشاء الامس.
قتلوهم في تلك الليلة المباركة، وما زال التحقيق حتى وقتنا هذا مستمراً على مدى العام ونصف العام حيث يقول رئيس لجنة التحقيق في فض الاعتصام نبيل اديب لـ(الانتباهة) امس : (استمعت اللجنة حتى الآن لـ (3500 شاهد) وهذا يعني ان باب الاستماع ما زال مفتوحاً طالما قال اديب (حتى الآن).
ما الذي يعنينا من هذا الاستماع ولجنة فض الاعتصام هي لجنة (تحقيق) وليست لجنة (استماع) او (اجازة نصوص).
ألا يعلم نبيل اديب ان القضية ليست مع (شهود) فض الاعتصام وانما مع الذين فضوا الاعتصام بتلك الصورة (الدموية).
ألم تصل بعد اللجنة بعد الاستماع لـ (3500) شاهد ومراجعة (10,000) مستند الى مدان او حتى متهم واحد؟
الاستماع لهذا العدد الكبير من (الشهود) قد يؤدي الى (تمييع) القضية و (تسويفها)، وعدم الوصول الى نتيجة نهائية، هذا العدد الكبير من الشهود سوف يقودنا الى تضارب في الاقوال.
الذي يجب ان يعرفه الناس ان هؤلاء الشهود الذين استمعت لهم اللجنة وحققت معهم ليسوا كلهم لاثبات القضية وتوجيه الاتهام، بعضهم سوف يكون (مزروع) من اجل طمس القضية واضاعة معالمها واضعاف ادلتها وتأخير العدالة وتعطيلها. لذلك نقول لنبيل اديب هذا العدد الكبير من الشهود ليس محل فخر لكم – بل هو دليل يمكن ان يحسب على اللجنة، حيث سيؤدي ذلك العدد الكبير من الشهود الى استمرار عمل اللجنة والى تقييد القضية في النهاية ضد مجهول.
لن يقودنا (3500) شاهد إلا للمجهول. وإلا أين نتائج هؤلاء الشهود الذين استمعت لهم اللجنة؟
(2)
أحداث الجنينة الدامية ليست هي نتاج تفلتات امنية او نزاعات قبلية كما يردد الجميع.
أحداث الجنينة الدموية هي نتاج لغياب (العدالة) – لو كانت هناك محاكمات قوية ورادعة تتم في مثل هذه المجازر لما حدث ذلك.
لا نريد الرد على مثل هذه التفلتات بالجيوش والقوات المسلحة والرصاص والقمع، حتى لا نزيد من رقعة الدماء في السودان – نريد محاكمات عادلة ورادعة ليكون اولئك المجرمون عظة لكل من تسول له نفسه العبث باستقرار البلاد.
لو تمت محاكمة ومعاقبة الذين فضوا الاعتصام واحدثوا مجزرته الدموية في اخر ليالي رمضان لما حدثت مثل تلك التفلتات التي تحدث في (الجنينة) الآن.
عندما يغيب القانون ونفتقد العدالة توقع ان يحدث كل شيء.
(3)
قال نبيل اديب في حواره امس مع (الانتباهة) : (نحن نبحث عن خبير والخبراء الفنيين، نحن ما عندنا الخبرة الفنية ولا الدفاع سوف يكون لديه الخبرة الفنية فالخبير فقط هو الذي يحدد بتقرير واضح يعطي اين صور (الفيديو) وموقعه وعلى مسافة كم بعد المصور من المصور وتاريخ اخذ الفيديو وما اذا كان تم أي تعديل فاذا تمكنا من تقديم تقرير بهذا المعنى سوف ندعو المحكمة كي تبني قرارها على هذه البينة).
للأسف الشديد لا نحن ولا لجنة نبيل اديب سوف نعيش (قرناً) آخر لنرى نتيجة هذه (الفيديوهات).
عليه فان اي (فيديو) بهذه الصورة سوف يكون في صالح (الجاني) وليس في صالح (المجني عليه).
قال نبيل اديب في الحوار عن عدد اعضاء اللجنة : (هناك خمسة اعضاء للجنة.. كانوا سبعة هنالك اثنان استقالا) وهذا ليس صحيحاً لأن هناك عضو تمت اقالته لأنه ربما وصل لنتائج مذهلة ومخيفة!!
(4)
بغم /
من فعلوا ذلك في الناس في الشهر الفضيل والكريم والمحرم ماذا سوف يفعلون في غيره؟
(موية) رمضان اصبحت (دم) – ونحن على أبواب شهر الرحمة والمغفرة والقرآن.
اللهم بلغنا رمضان بدون دم وبدون نقصان.

صحيفةالانتباهة