اسرائيل علاقات ع المكشوف
تقدم السودان بخطوة واضحة في الاسبوع الماضي نحو العلاقات السودانية الاسرائيلية بعيدا عن سياسة الضبابية التي انتهجتها حكومة السودان المتحمسة لإقامة علاقات مع اسرائيل والمتخوفة من ردود الفعل تجاهها ، وخطوة السودان التي تختلف عن سابقاتها تمثلت في أن مجلس الوزراء أجاز مشروعاً يلغي قانون مقاطعة إسرائيل العائد إلى عام 1958 والذي أقرته الدول العربية وقتها، في خطوة متوقعة بعد تطور العلاقات السودانية الإسرائيلية خلال الأشهر الماضية ألحقته الحكومة بتوضيح في بيان ، إنها صوتت لصالح إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل لعام 1958، وجاء في البيان أن مجلس الوزراء أجاز مشروع قانون لسنة 2021، “مؤكداً على موقف السودان الثابت تجاه إقامة دولة فلسطينية في إطار حل الدولتين ، وقانون المقاطعة لإسرائيل لسنة 1958 كان يحظر على السودانيين عقد صفقات مع أشخاص يحملون الجنسية الإسرائيلية أو شركات مملوكة لهم، كما يمنع التبادل التجاري مع الدولة العبرية واستيراد السلع المصنعة كلياً أو جزئياً في إسرائيل ، ويعاقب مخالفه بالسجن عشر سنوات مع الغرامة المالية.
وبعد إلغاء هذا القانون يبدو أن حكومة السودان تدخل دائرة الصراحة والعلن ، في ترجمة علاقتها مع اسرائيل ، فبعد ان قابل الشارع السوداني قرار التطبيع بشئ من عدم الاهتمام وجاءت ردود الفعل عكس ماتوقعته الحكومة ، لذلك قد ترى الحكومة ان لا داعي لتبادل المشاعر بين الطرفين في الخفاء ، وان السودان سيتعامل مع اسرائيل كما يتعامل مع بقية الدول التي تربطها به علاقات سياسية واقتصادية ، لهذا حملت الاخبار أن السودان يعتزم مؤقتاً إرسال أول وفد رسمي إلى إسرائيل الأسبوع المقبل تأكيداً للعلاقات الثنائية التي أقيمت بين البلدين في العام الماضي بوساطة أمريكية ، وقالت (رويترز) إن الوفد السوداني سيضم مسؤولين في الأمن والمخابرات ، و أن وقت الزيارة المقرر لها الأسبوع المقبل ينتظر الاتفاق عليه ، وفي ذات الوقت مازال المتحدثان باسم الحكومتين السودانية والإسرائيلية يمارسان خاصية الصمت التي أصبحت سمة رئيسية في خطوات تطور العلاقات بين البلدين وذلك يرجع الى أن العلاقة في بدايتها بنيت في سرية تامة حتى لو كتب الله لها ان تكون علاقة في الضوء ستجد ان الطرفين يحبذان عدم التصريح والإفصاح عن أطوارها بسبب ان السودان (المستحي) من هذه العلاقة ، انضم مجدداً، إلى الإمارات والبحرين والمغرب في الاتفاق على التحرك صوب علاقات طبيعية مع إسرائيل في عام 2020 عبر اتفاقات السلام التي توسطت فيها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ، لذلك تجد انه مازال متردداً في كثير من الخطوات في الطريق المؤدي الى أهداف ومصالح سياسية تجمعه وإسرائيل، كما ان إدارة الرئيس الحالي جو بايدن تراقب عن كثب استمرار وتطور العلاقة بين البلدين حميها أكثر ، إلغاء قانون المقاطعة الذي يمنع إقامة علاقات دبلوماسية ، ويبقى السؤال هل ستفصح الحكومة الانتقالية عن وفدها المتوجه الى اسرائيل ، ام انها ستدخل اسرائيل خلسة ، مثلما دخلت وفود اسرائيلية السودان ، دون ان تفصح الحكومة عن أسباب وأهداف الزيارة ، فبالرغم من الاعلام الاسرائيلي كان يقصد كشف تلك الزيارات لوفود اسرائيلية وان الاعلام السوداني يستند في نقده وثنائه على تلك المعلومات ، لأن المصادر الحكومية تتكتم على طبيعة العلاقة وتبخل بالمعلومة والحديث عنها ، إلا ان الايام القادمة يبدو انها ستكون كفيلة بمرحلة جديدة أكثر جرأة من غيرها ستتجلى الحكومة فيها ع المكشوف بإعلان زيارات وفودها واستقبال قيادات اسرائيلية عبر مطار الخرطوم دون تردد او خوف.
طيف أخير:
واحدة من أهم المهارات الأساسية في الحياة، أن تعرف ما يجب عليك إهماله
***********
صباح محمد الحسن – صحيفة الجريدة