مقالات متنوعة

تهميش العسكر للولاة !!


اتسعت مساحات عدم الثقة من جديد بين المكونين المدني والعسكري، او انها تعمقت لطالما انها لم تشهد فترة تفاهم واضح طوال فترة الحكم، وباتت الجفوة بينة، وقد تفشل كل المحاولات لمواراة سوءتها بالعبارات السياسية المنمقة ، على شاكلة ان الطرفين بينهما تفاهم وتناغم وانسجام ، والأفعال دائماً تفضح الأقوال دائماً ، ورؤية المكون العسكري و( رأيهم ) في الولاة المدنيين لا يحتاج لشرح أكثر من عدم الاعتراف بوجودهم، فزيارة عدد من القيادات العسكرية لولايات مختلفة في السودان، كشف عن ضحالة العلاقة بينهم وبين الولاة ، آخرها زيارة رئيس مجلس السيادة إلى ولاية غرب دارفور دون التنسيق مع والي الولاية مولانا محمد عبد الله الدومة، التي أكدت بشكل كبير عن القطيعة والجفاء بين المكون العسكري والمدني داخل حكومة الفترة الانتقالية.
ففي تصريحات صحفية سابقة صرح بها والي غرب دارفور انه فشل في التواصل مع وزير الداخلية الفريق عز الدين الشيخ وان الوزير لأكثر من خمسة أيام لا يعرف فيها شئ عن الاشتباكات في مدينة الجنينة وظننا ان هذا تقصير من الوزير ، لكن وبعد ان أدلى السيد والي غرب دارفور، بتصريحات أخرى بعد زيارة الفريق عبد الفتاح البرهان لولايته قال فيها لم أخطر بهذه الزيارة أو الترتيب لها، وأضاف: البرهان له الحق في أن يزور الولاية لكن لا أجد تفسيراً لعدم التنسيق، وهنا يحق لأي شخص أن يفسر بطريقته، ولفت إلى تواجده بالخرطوم من أجل مهمة عمل وتلقي العلاج، مؤكداً أن هناك تواصلاً مستمراً مع أعضاء حكومته بالولاية التي تباشر أعمالها، فبعد هذه التصريحات تتجلى الأمور واضحة ان تقصير الوزير ليس تقصيراً شخصياً ، ولكن ربما ان وزير الداخلية لم تأته تعليمات وأوامر من مجلس السيادة بالتحرك الى مدينة الجنينة وحديث والي الولاية كان صريحاً حيث ذكر بأن وزير الدفاع أو الداخلية لم يوجها عسكرياً واحداً لحماية المواطنين بالولاية في مشكلتها الأخيرة
وهذا يعني ان الفريق البرهان ربما لم تزعجه أخبار الموت الجماعي في المدينة لذلك لم يتواصل ويسأل وزير الداخلية عن سر غيابه لأنه يعلم، بالتالي لم يتواصل وزير الداخلية مع والي الولاية وحدث ماحدث.
وقبلها تجاوز الفريق عبد الفتاح البرهان والي ولاية نهر النيل إبان زيارته لشركة زادنا بالولاية ، في خطوة كانت ملفتة للنظر ، وطريقة البرهان في تهميش الولاة وتجاوز دكتورة آمنة ، كررها نائبه الفريق محمد حمدان دقلو عندما زار ولاية نهر النيل دون اخطار والي الولاية وقصد ان (يسرح ويمرح ) في ولايتها ، بعد ان دقت له الطبول وذبحت له الذبائح في مسرح سياسي زائف .
لذلك ان هذا الجفاء بين المكونين يمكن أن يشجع بعض الأطراف الطامعة والتي تبحث عن فرصة جيدة خصبة للصراعات ويساعدها على استغلال هذا الوضع في تأجيج الصراع الذي كلما انطفأت ناره نفخوا فيها وأوقدوها من جديد.
كما أن هذا التقاعس عن حماية مواطني ولاية غرب دارفور ، يجعل كل الاتهامات صحيحة للعسكر حتى يفشل الولاة قصداً ، والإحجام عن تقديم المساعدات لهم لحماية ولاياتهم ربما تكون فيه (النية مبيتة) ليس لخلق فوضى بسبب الغياب الامني وتحميل المسئولية للولاة ، ولكن ربما لإغراض سياسية أعمق منها تشوق العسكر المتقد لمقالدة الحكم المنفرد للدولة ارتقاءً بسلم الفوضى ولا أمن .
طيف أخير :
الأكثر إيلاماً صراع المواطن مع واقعه من أجل ان يعيش
***********

صباح محمد الحسن… صحيفة الجريدة