أسماء جمعة تكتب فضحتنا يا والي الخرطوم
النظام المخلوع منذ مطلع التسعينيات يتحدث معن شروع لنظافة الخرطوم وإدارة النفايات، وصرف عليه أموالاً خيالية اقتطعها من قوت الشعب وعرقه، هذا غير ما تسوله، وما تلقاه من المنظمات والدول الأجنبية التي قدمت المساعدةإشفاقاً على حالنا،تلك الأموال التي بلغت عشرات الملايين من الدولارات كان يمكنها أن تجعل الخرطوم تتربع على قائمة الدول الأكثر نظافة في العالم، ولكن حدث العكس وصنفت ضمن أغذر عشر عواصم، فكل تلك الأموال لم تؤثر عليها ولو بشكل بسيط يجعلها في الوسط، بل مأساتها تطورت حتى وصل الوضع إلى ما هو عليه الآن، مكبات النفايات في الشوارع أصبح عددها أكثر من عدد المنازل،ورغم مرور عامين على سقوط النظام المخلوع،إلا أنه لا جديد .
كنا نظن أن الولاة الذين ستأتي بهم حكومة الثورة سيكونون أفضل من ولاة النظام المخلوع، وسيفكرون بطريقة إبداعية، ويأتون بالحلول الجذرية لمشكلة النفايات، وما أكثرها وأسهلها، ولكن خاب ظننا، واتضح أن لا فرق بينهما نفس العقلية التي تفتقر إلى البصر والبصيرة، وليس أدل على ذلك أكثر مما يقوم به أيمن نمر والي الخرطوم الحالي الذي كما يقال (جابو فزع وبقى وجع)، فالآن يمضيعلى تعيينه حوالي 9 أشهر ولم يستطع فعل شيء لحل مشكلة النفايات مع أننا كتبنا له وقدمنا الحلول التي لا تكلف الولاية ولا تعريفة، ولكنه لم يستجب، ومضى على درب ولاة النظام المخلوع .
قبل يومين التقى سيادته رئيس بعثة يونيتامس لدعم الفترة الانتقالية، تناول اللقاء دور ولاية الخرطوم في دعم مهام رئيس البعثة المتعلقة بدعم التحول السياسي نحو الحكم الديمقراطي وترسيخ مفاهيم حقوق الإنسان وغيرها من مهام إيذاناً بدخول البلاد في أهم مرحلة من مراحل الانتقال التي تمر بها، السيد، أكد على استعداد الولاية الكامل على مساعدة وأظنه قال إنها فرصة لطرح أمر إدارة النفايات فتطرق إلى المجهودات المبذولة من الولاية هذا في هذا الشأن وحاجتها لدعم فني ولوجستي يعبر بهذه المهمة كنشاط خدمي مهم وواحد من حقوق الإنسان الأساسية في التمتع بحياة صحية معافاة ،تخيلت أن رئيس البعثة قال في سره ما معناه (بالله انت والى شنو البغلبك حل مشكلة بسيطة زي دي؟)
حقيقة نقول لأيمن والله عيب كبير أن نكون عاجزين عن القيام بأسهل المهام وأكثرها إلحاحاً وضرورة،عيب أن نطلب المساعدة من الأغراب مساعدتنا لتنظيف دارنا، عيب أن يعرفوا اننا عاجزين عن القيام بأبسط المهام الشخصية ،لم يتبقَّ لنا إلا نطلب من العالم ان يطعمنا في أفواهنا ثم نشكو من قسوة ابتلاع اللقمة،متى نعتمد على نفسنا هل هناك فضيحة أكتر من هذا .?
لقد ظللت أكتب في هذه الزاوية عشرات المرات ولحوالي عشر سنوات عن مواطنين ظلوا يلهثون وراء حكومة النظام المخلوع حتى تسمح لهم بالاستثمار في النفايات فهي ثروة و الاستثمار فيها لا يقل عن الزراعة والصناعة وغيرها من مجالات اقتصادية ،وكتبت قبل فترة لوالي الخرطوم نمر أطلب منه فتح باب الاستثمار في النفايات للسودانيين الراغبين على أن يقدم لهم كل التسهيلات ولكن يبدو أنه غير مهتم،وها أنا أعيده مرة أخرى هناك من يحملون مشاريع رائعة لمعالجة النفايات ينتظرونكم فهل تسمع يا والي الخرطوم؟
صحيفة السوداني