مقالات متنوعة

حل جميع المليشيات المسلحة


قد يتفق الأغلبية من السودانيين هذه المرة مع حركة تحرير السودان، والتي ربما لا تكون وضعت شرطاً يخصها كحركة سياسية للتوقيع على السلام، تريد أن تحقق عبره أهدافها وتنفذ خططها السياسية به، ولكنها أمسكت بخيط مهم للغاية لتنسج منه ثوبا يناسب جميع اهل السودان، عندما رهنت الحركة بقيادة عبد الواحد محمد نور قبولها الدخول في توقيع سلام مع الحكومة السودانية بحل جميع المليشيات المسلحة، فيما قطعت بعدم اعترافها بأية جهة عسكرية غير مؤسستي القوات المسلحة والشرطة.
هذا الشرط الذي يحقق بقصد او بدونه شعارات الثورة المجيدة المطالبة بدمج جميع القوات العسكرية الى مؤسسة القوات المسلحة، ولاشك ان وجود المليشيات هو من أكثر القضايا التي تؤرق السودانيين بعد إزاحة نظام المخلوع من السلطة، لأنها تعتبر خطراً حقيقياً يهدد سير عملية التحول الديمقراطي.
وانتقد القيادي بالحركة آدم عبد العزيز الحاج، لجوء الحركات والمليشيات المسلحة لفرض السلام بقوة السلاح، وطالب الجهات المسؤولة بالدولة بضرورة حل جميع المليشيات المسلحة وإدراجها هي والحركات تحت مظلة القوات النظامية عبر عملية الترتيبات الأمنية وتسهيل عودة النازحين والمواطنين الفارين من مناطقهم بدارفور، ويعد ملف الترتيبات الأمنية الذي أقرته اتفاقية سلام جوبا من أكثر بنود سلام السودان تعقيداً خاصة وأن السلطات سمحت لحركات الكفاح المسلح الموقعة على السلام بإدخال قواتها الخرطوم وبعض المدن قبل الترتيبات الكاملة لها.
في ذات الوقت تعاني البلاد من حالات الإنفلات الأمني وظهور جرائم القتل والنهب مما أثار القلق وسط المواطنين والحكومة معاً، وإن وجود المليشيات والحركات المسلحة بهذه الوضعية الحالية يسبب خللاً أمنياً كبيراً بمنطقة دارفور على وجه الخصوص.
كما أكدت الحركة حرصها على بناء عملية سلام داخلي شامل يرتكز على إنفاذ ملف الترتيبات الأمنية كبند أولى. مشدداً على ضرورة الاعتراف بوجود بقية مناطق السودان المتمثلة في الشمال والوسط والشرق دون إقصاء أحد
والحكومة المستجيبة لكل الشروط المقدمة على طاولة التفاوض من قبل أطراف السلام الموقعة وغيرها، يجب ان تستجيب لهذا الشرط دون تردد لأنه يصب في مصلحة الشعب السوداني وليس في مصلحة حركة تحرير السودان فقط، والمليشيات لها تاريخ وحاضر سييء كان له أثره السلبي على أمن المواطنين كما طالت بعضها اتهامات بالقتل والنهب والسلب في عدد من ولايات السودان، ان كان في عهد النظام البائد، او مابعد الثورة، ووجود المليشيات يؤثر حتى على المؤسسة العسكرية ويخصم من رصيدها كثيراً، ويضعف دورها، والثورة نادت ورفعت شعار ( جيش واحد شعب واحد) ولكن تفاجأ شبابها بوجود عدد من الجيوش التي كلما تعددت وتمددت، اتسعت دائرة الخوف وتكررت الاحداث المؤسفة الناتجة عن هشاشة الوضع الأمني
وشرط الحركة يهدد قوات الدعم السريع التي يلمع نجم قائدها في باحات التفاوض، وينصب نفسه رجل السلام الاول، فهل يستجيب محمد حمدان دقلو لشروط عبد الواحد ام ان للحديث بقية ؟!

طيف أخير :
كل ما تحتاجه الحياة لتكون جميلة بنظرك هو الأمل
***********

صباح محمد الحسن

صحيفة الجريدة