محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: (1300) جثة.. قبل أن يجف (الحبر)!


(1)
ظلت لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد تلاحق بعض صبية المؤتمر الوطني المحلول في إفطار رمضاني على ساحة الحرية، وتحسب أن ذلك الإفطار جريمة. و(الكيزان) في مغارب الأرض ومشارقها يفعلون ما هو أسوأ من ذلك جهاراً نهاراً، ولجنة إزالة التمكين تقيم المؤتمرات الصحفية في أمور هامشية
وتصدر البيانات في أحداث لم يقصد منها غير الإثارة والجدل.
إنهم يفطرون في القصر الجمهوري، هل سوف نتوقف عند إفطارهم في ساحة الحرية؟
أأيقاظ أمية أم (أموات)؟
لجنة التحقيق في فض الاعتصام، تشغل نفسها في مشاهدة (فيديوهات)، يقول رئيس اللجنة نفسه عنها إن تلك الفيديوهات (جنائياً) غير معترف بها، ولا يعتد بها قانونياً.
لجنة التحقيق في فض الاعتصام استمعت لاكثر من 3500 شاهد، فكان من الطبيعي بعد ذلك العدد من الشهود ان لا تصل اللجنة الى حقيقة واحدة، فتعدد الشهود يعني تعدد الروايات واذا تعددت الروايات فذلك يعني الاستحالة للوصول الى نتيجة او بينة نهائية او راجحة على الاقل حسب لغة اهل القانون.
تركوا المشارح تمور بالجثث التي وصلت لمرحلة التحلل وظلوا يطاردون في الافطارات الجماعية للاخوان المسلمين وبقوا وهم لا حول لهم ولا قوة يشاهدون في عدد مهول من مقاطع الفيديو لفض الاعتصام الذي تفرقت جثثه بين المشارح داخل ولاية الخرطوم وخارجها، ولم يسلم حتى قاع النيل من استقبال
بعضها.
هل هناك بينات وأدلة اكبر من هذه (الجثث) التي لم تخضع حتى وقتنا هذا للتشريح، لتصل لمرحلة (التحلل) بسبب الاهمال وهي حبيسة في ثلاجات ومشارح مقطوعة عنها الكهرباء.
(2)
أصحاب هذه الجثث الاكيد انهم لم يكرموا وهم احياء في العهد البائد، هل تعجز حكومة الثورة من اكرامهم وهم اموات؟
هل تعجز حكومة حمدوك والبرهان حتى من ان توفر لهذه الجثث التيار الكهربائي؟
لا نعرف من نلوم هنا؟
هل نلوم النظام البائد ام النظام الحالي؟ في ظني ان النظام البائد ليس غريباً عنه هذا السلوك فقط اسقط النظام بسبب فساده هذا. لكن ماذا عن النظام الحالي وعن الحكومة التي اتت بها الثورة؟
هل نحاسب النائب العام؟ ام نحاسب وزير الطاقة؟
حقيقة لا ندري من نحاسب؟ – المؤسف ان المشرحة والتي لا يتجاوز سقفها قبول اكثر من (100) جثة وصل عدد الجثث فيها بدون تيار كهربائي الى (1300) جثة، مع ذلك تحمل هذه المشرحة اسم (التميز).
لم يوفروا لهذه الجثث حتى (التيار الكهربائي)، اتظنون انهم قادرون ان يوفروا لها (العدالة)؟
ما يحدث في ملف العدالة في السودان الآن – هو امتداد لما كان يحدث فيه في العهد البائد.
بل تشعر ان هناك جهات تعمل وتجتهد من اجل ان تطمس الادلة والبراهين التي يمكن ان تدين الذين ارتكبوا هذه الجرائم في العهد البائد.
أين النائب العام وروائح الجثث تزعج السكان والأهالي في الاحياء التي توجد فيها تلك المشارح؟
أين لجنة إزالة التمكين والتي تعلم ان التمكين الحقيقي يكمن في الفساد الذي خلفه النظام البائد وليس في ملاحقة مجموعة أقامت إفطاراً جماعياً في ساحة الحرية.
(3)
إلى الغاشمين والظالمين والفاسدين والفلول/
هذه الثورة لا خوف عليها سوف تظل تلاحق المتربصين بها، حتى وان كانوا جزءاً من النظام الحالي.
تيار الاصلاح والثورة قادر على ان يجرف كل الكتل والاجسام التي تقف ضده.
قد تتأخر العدالة – لكنها سوف تأتي وان تعفنت الجثث وتحللت ونحن في انتظار قرار لجنة فض الاعتصام.
الغريب ان رئيس اللجنة نبيل اديب اصبح تركيزه مع (الجداد الالكتروني) الذي ينتقد عمل اللجنة اكثر من تركيزه في العمل الذي كونت من اجله اللجنة.
قضية لجنة فض الاعتصام الآن مع الذين فضوا الاعتصام واحدثوا تلك المجزرة وليس مع (الجداد الالكتروني) الذي ينتقد سير لجنة فض الاعتصام.
أخشى أن ينتهي عمل اللجنة بإدانة (الجداد الالكتروني) وتبرئة الذين فضوا الاعتصام.
(4)
8 رمضان..
في مثل هذا اليوم سوف نذكر الشهيد محمد عيسى دودو (16 عاماً) وإخوة له… ماتوا واستشهدوا في سبيل (تروس) من التراب والحجارة يحرسونها. في الوقت الذي فرّط فيه وتنازل اباطرة وشيوخ النظام البائد عن اراض سودانية في الجنوب والشمال والشرق تتجاوز ثلث مساحة الوطن الكبير وهم
يرفعون حينها شعار (لن نذل ولن نهان) و(فلترق كل الدماء) و(هي لله هي لله).
(5)
بغم/
بالمناسبة التهديدات والعنتريات التي اطلقها انصار النظام البائد وفلوله على وجدي صالح عضو لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد بعد افطارهم الذي كان في ساحة الحرية لا تختلف كثيراً عن التهديدات والعنتريات التي كانوا يطلقونها على روسيا وامريكا.

صحيفة الانتباهة