محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: مقتل إدريس ديبي وعبط فضيل ولبن العصفور

(1)
كتب الدكتور النور حمد على صفحته في (الفيس بوك) أمس (في حين تناقش القنوات الدولية والإقليمية خبر مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي مررت على كل القنوات السودانية فوجدتها تغني و»تتونس» وتعلن! هل هذا إعلام يستحق الصرف عليه؟).
لخص الدكتور النور حمد واقع الفضائيات السودانية، وهي تتجه هذا الاتجاه الغنائي الكامل في شهر رمضان المبارك.
هناك إفراط وإسراف في الغناء ونحن في الشهر الفضيل، الشهر الذي يحسن فيه التدبر والتأمل والتفكير.
مسكت قلمي عن الكتابة عن الفضائيات السودانية في شهر رمضان في الفترة الماضية، حتى اعطي لنفسي الفرصة الكافية لتقييم ما يقدم في تلك البرامج، لكن اعترف اني لم امتلك القدرة على متابعة الفضائيات السودانية ولم أستطع صبراً حتى لمتابعة برنامج (اغاني واغاني) الذي يقدم في هذا العام نسخة مشوهة منه ـ لا جديد فيه غير انهم اعادوا تدوير الاغنيات بنفس الاصوات. اغاني واغاني اصبح حصرياً على مكارم بشير وهدى عربي اذ يبدأ البرنامج من الاولى وينتهي مع الثانية مع فواصل اعلانية او دعونا نقول فواصل (غنائية) في ظل الاعلان الكثيف الذي يقدم خلال البرنامج.
مع ذلك اقول ان الاعلان افضل من الاصوات التي يقدمها البرنامج. لا بد من القول ان برنامج (يلا نغني) في قناة الهلال تفوق بشكل كبير على برنامج (اغاني واغاني) في قناة النيل الازرق حتى على مستوى الاعلانات والرعايات والديكور.
مشاركة عصام محمد نور وجمال فرفور الى جانب مأمون سوار الذهب وايمان الشريف وهاني وافراح وملاذ اعطت برنامج (يلا نغني) تفوقاً واضحاً على (اغاني واغاني) الذي لم يبق منه غير (قهقهة) السر قدور التي لم تعد صادقة… انها (ضحكة) جزء من اعلانات البرنامج.
البرنامج الوحيد الذي احرص على متابعته للأمانة هو برنامج (الصندوق) لأحمد دندش… فهو يأتي بطابع خفيف ويطرح نقاطاً محددة بعيداً عن الثرثرة ويكشف جوانب مهمة عن ضيوفه وهو يعرض (مرايا) لدواخلهم.
(2)
في شهر رمضان المبارك حتى القنوات المتخصصة في الرياضة تحولت الى قنوات منوعات تقدم هابط البرامج على طريقة هابط الاغنيات. البرامج التي لا تقدم اغنيات فيها – لا تبعد كثيراً عن الغناء وهي تقدم مطربات ومطربين كضيوف في البرنامج. هناك فنانات خرجن يحدثن الناس عن ازمة البنزين وصف الرغيف وقطوعات الكهرباء!! توجد حالة استنساخ مستمرة للضيوف في كل برامج الفضائيات السودانية حيث تتنافس الفضائيات السودانية حول ضيوف بمواصفات معينة – وأصحاب طابع فارغ وجدلي. لا يعقل ان يكون ضيوف البرامج الدينية والرياضية والغنائية والطبية والسياسية هم نفس الضيوف.
مواقع التواصل الاجتماعي فرضت على الفضائيات ضيوفاً بمواصفات محددة، فكلما كان الضيف مشاتراً ومثيراً للجدل وصاحب افكار غريبة كان ذلك ادعى ان يكون (تريند) اول على مواقع التواصل الاجتماعي.
فنانة مثل عائشة الجبل تظهر في كل الفضائيات السودانية – بل يتم استضافتها في فضائية واحدة في اكثر من برنامج – مع هذا التسابق والاسراف في (عائشة الجبل) يبقى من حقها ان تخرج وتقول مع محمد معني الذي اسأل الله ان يعتقنا من برنامجه في هذا الشهر لتقول للناس انها (نمبر ون).
اتحدث عن عائشة الجبل وليس ام كلثوم.
صابر الخندقاوي قطب هلالي هذا كل ما عنده – هو يعرف على انه رجل اعمال، اكتسب شيئاً من الاضواء بزواجه من احدى الفنانات واكتسب المزيد بعد طلاقه لها ليصبح ذلك موضوعاً مهماً ومثيراً لكل الفضائيات السودانية لاستضافته بشكل دوري في كل برامج رمضان وبرامج الاعياد والمناسبات الوطنية وفي ذكرى المولد النبوي الشريف ايضاً.
هل التجارة في اللحوم يمكن ان تجعلك (نجماً) وهل هي سبب كاف لاستضافة صابر الخندقاوي بهذا الافراط ، وهو لا يكتب الشعر ولا يلحن ولا يغني.
الخندقاوي يروج له الآن في اكثر من 3 فضائيات في برامج مختلفة وهو لم يكتب (عرس الزين) ولم يلحن (الحزن القديم)، ولم يسجل الهدف الذي حقق به منتخب السودان بطولة الامم الافريقية في عام 1970م.
الاضافة الجديدة لصابر الخندقاوي في هذا العام انه اضاف (خصلة) شعر جديدة في مقدمة رأسه!!
(3)
الكارثة الاكبر تتمثل في حلقات تقدمها قناة الهلال بعد الافطار بعنوان (فضيل في اسطنبول). ما هو المدهش في (تركيا) حتى تكون ملجأ للفلول ولنجوم برامج الفضائيات في السودان؟ عبدالله عبدالسلام (فضيل) يمارس استرزاقاً واستهبالاً واستسهالاً درامياً مبالغاً فيه وهو يصل لمرحلة يجعل فيه كل طاقم فرقته يلبس تحت رعاية احد محلات الازياء. هذا لم تفعله شيرهان عندما كانت تقدم فوازير رمضان.
المفارقة ان فضيل ومجموعته يلبسون ارقى الملبوسات الشعبية في الوقت الذي يقومون فيه بتجسيد ادوار لشخصيات فقيرة وكادحة ومن هامش المجتمع.
المفارقة الاكبر ان فضيل يقدم لنا (عبثه) هذا تحت رعاية تبدأ بحديثه عن صلصة العصفور وعدس العصفور ورز العصفور. تخيلوا حتى العصفور جعل له (لبناً) يرعى برنامج فضيل في اسطنبول في قناة الهلال تحت عنوان (لبن العصفور).
فضيل لا يقدم فناً ولا دراما او كوميديا – فضيل في الفترة الاخيرة اصبح يقدم (اعلانات)، فكل ما يقدمه فضيل من مشاهد فارغة يتم تحت رعاية احدى الشركات بما في ذلك (الطاقية) التي يلبسها (مليوة)، والذي خرج علينا مرة في احدى الصحف وقال انه نادم على الخروج على البشير والدخول لساحة الاعتصام في محيط القيادة العامة وهو (يعبث) الآن في تركيا. ماذا تنتظرون من الفنون واهل الابداع اذا كان من يقدم الفن في السودان بهذا المستوى الضحل من الفكر والإبداع؟
هؤلاء على استعداد على ان يبيعوا (ذممهم) من اجل (صلصة) ترعى برامجهم.
(4)
بغم /
سوف اعود لاحقاً لأتحدث عن الكثير من السلبيات والقليل من الايجابيات في برامج الفضائيات السودانية.
اشعر ان قناة النيل الازرق لو توقف بثها لكان ذلك اكرم لها… قناة الشروق بعد توقف بثها، لأول مرة تتفوق على قناة النيل الازرق. في قناة الهلال هناك دراما بعنوان (حسن تسريحة في صفيحة) يمكن ان تجعل قطوعات الكهرباء في ميزان حسنات الحكومة الانتقالية. سنعود ونتحدث لاحقاً عن (الجقر) الذي يقدم برنامجاً في قناة الهلال وبرنامجاً في قناة أنغام.
دي حمدي بدرالدين ما عملها!.

صحيفة الانتباهة