محجوب مدني محجوب يكتب: مقتل إدريس ديبي.. هل هو نهاية التدخل في شؤون سياسة دول الجوار؟

مهما يكن من أمر تداخل قبائل السودان في دارفور، فلا يحق لنا أن نتدخل في شؤون، وسياسة جيراننا مهما يكن من ضرورة هذا الأمر أمنيا على بلادنا.
فالشاهد أننا وفي نظام الإنقاذ تحديدا، وحتى يأمن على نفسه أمر الحدود الغربية من البلاد، ويقفل الباب أمام اي تمرد.
وحتى لا تعمل الدولة المجاورة على احتضان أي عناصر مناوئة لحكومة السودان قامت حكومة الخرطوم بدور رئيسي، وفعال في التدخل في إدارة حكم دول الجوار.
نسبة لتداخل القبائل هناك، ونسبة للحدود المفتوحة بين البلدين إضافة إلى خلخلة نظام دولة تشاد وكثرة المخترقين إلى العاصمة (انجمينا) كل هذا شجع الخرطوم في ان تلعب دورا أساسيا في تحريك دفة الحكم بتشاد.
هذا الأمر وإن نجح لفترة أو كانت له جوانب إيجابية لحكومة السودان إلا أنه يعد عملا غير صحيح، وفيه تعدي على خصوصية دولة تشاد كما أنه لا يخدم بأي حال من الأحوال المواطن التشادي بقدر ما يخدم حكومة الخرطوم.
نرجو ان يكون بموت الرئيس ديبي هذا هو بمثابة موت لهذه السياسة العرجاء.
بحيث لا يكون بيننا وبين دول الجوار سوى التعاون، والتعامل الذي يخدم شعبي البلدين.
ولا نفتح أي جبهة لمعارضة بهدف تغيير النظام القائم، ولا ندعم أي حكومة على حساب شعبها.
ينبغي أن نكون مع اختيار الشعب التشادي لحكومته، وهذه السياسة بالطبع مع كل دول الجوار.
منتهى الفشل، ومنتهى عدم الاستقرار بين دول الجوار حينما يتدخل بلد في شؤون البلد الآخر.
يفتخر الإنقاذيون أيما افتخار بأنهم يديرون حكومة تشاد من الخرطوم، وأن هذا العمل يضمن للسودان استتباب أمنه في البوابة الغربية.
وما أن يموت راس هذا النظام أو يتغير إلا، وتذهب كل السياسات والخطط ادراج الرياح.
التحكم، والتدخل في شؤون الغير، وباعتبار أن هذا العمل عمل عظيم يرجع لطبيعة الحكم.
فالحكومات العسكرية والمتسلطة، والمتجبرة تعمل على تأمين حدودها بهذه الطريقة.
أما الحكومات المدنية والمنتخبة، فهي تحترم، وتقدر رغبة، وتوجه، وإرادة أي شعب مجاور لها، ولا تتدخل في سياسته إلا بالقدر الذي يحترم خصوصية كلا البلدين.
فليذهب أولئك الذين يعولون على استمرار وجودهم في العمل السياسي بالسودان مع حياة إدريس ديبي، وليذهبوا معه إلى حيث ذهب.
وليحكم كل بلد بالطريقة التي يراها، وليتصادم كل بلد مع مشاكله، وأزماته بنفسه، فلا يوجد من بلد يتبنى مشاكل جيرانه.
ولا باستطاعته أن يحل به أي أزمة، وأي تدخل منه ما هو إلا زيادة تعقيد وتأزيم.
صحيفة الانتباهة






