عبد اللطيف البوني

عالم ثالث جميل


(1 )
استاذنا الجليل والكاتب والمؤرخ وشاهد العصر البروفسير/ عبد الله علي ابراهيم صاجب المدرسة الصحفية المتميزة التي تعلمنا فيها قراءة الصحف وتعلمنا منها الكتابة الصحفية جالسته في رؤية منامية كأستاذ لي في المرحلة الوسطى تحديدا مدرسة كاب الجداد وكان يحكي من كواليس مجتمع المدرسين وبالمقابل كنت احكي له عن كواليس مجتمع التلاميذ في تلك الفترة من ستينيات القرن الماضي واذكر أن استاذنا الجليل ناظر المدرسة \محمود عبد العال اطال الله عمره والمقيم الآن بحلفاية الملوك كان قد كلفني بمهمة فقال لي الاستاذ عبد الله انا الذي رشحتك له فسألته عن واقعة كان بطلها استاذنا الراحل عثمان الفال وهو من ابناء سنجة وكان يساريا اقام ثورة على خلية اخوانية زرعها طالب جامعي من المنطقة في المدرسة فحكى لي الاستاذ عبد الله بانه هو الذي اقنعه بتجاهل الامر لانه يرى في الخلية تدريبا عمليا على السياسة وختم قوله ضاحكا (قلت للفال بكرة بيكبروا وبجوك في حزبك) . فاستيقظت فجأة وتمنيت لو استمرت تلك (الحلمة ) الجميلة . اجزم بأن كل الوقائع هذه حقيقية اللهم الا الاستاذ عبد الله الذي كان يومها طالبا في الجامعة وربما لم يسمع بكاب الجداد يومها وهو لا يعرف الاستاذين.
(2 )
صديق عزيز رحل عن دنيانا في رمضان الماضي وترك في النفس جرحا لن يندمل كان دائم الاناقة وحِبيبا – بكسر الحاء- لا يخلو مكتبه من الجنس الآخر وكان يجيد الونسة معهن ويثقن فيه ثقة هو جدير بها ويحكين له ادق تفاصيل مشاكلهن رأيته في رؤية منامية في شكل اقل اناقة ولكن مكتبه عامر بالموظفات وكان يوزع عليهن كراتين وكن يتناولها في منتهى السعادة لحظت ان وزنه نزل كثيرا فسألته عن ذلك فقال لي انه في حالة رجيم فقلت له إن جسمه عندما كان ممتلئا كانت فيه لمعة حلوة ولكن الآن بدأت تظهر عليه كرمشة فالاوفق حالته الاولى فأخذ يدافع عن منهجه الجديد ودخلنا في نقاش قلت فيه افكارا لم افكر فيها في يوم الايام بينما كانت حججه كلها علمية نتيجة لخلفيته الاكاديمية وكان الحوار ممتعا ومفيدا ففجأة صحوت وقفزت الى ذهني الاغنية (قليل يا طيف كدى استناني وين فايتني عابر \ ابقى انا ما ألم فيك تاني مين عارف المصائر\ حتى الطيف رحل خلاني وما طيب لي خاطر),
(3 )
اما صديق رحلة العمر والآن الدكتور/ صديق محمد أحمد مضوي فقد تعلمنا معا قراءة المجلات والصحف في المرحلة الابتدائية وفي المدرسة الوسطى قرأ صديق كل كتب المكتبة العربية الموجودة في المدرسة ومازال صديق صديقا للكتاب وهو في حالة معاش مرتاح وخالي البال رأيته في المنام قبل ايام وهو يخبرني بانه قد تم تعيينه مسؤولا عن المكتبة المدرسية في المرحلة الثانوية وقال لي انه الآن بدا من الصفر وقرر أن يبدأ بتدريب الاساتذة ثم تخصيص الاماكن ثم تحديد الكتب. المهم في الامر انه قدم لي خطة متكاملة ومدهشة في الموضوع هذا فاستقيظت وتمنيت لو استمرت الحلمة واجزم بأن الافكار التي وردت فيها تشبه الصديق تماما وان لم يفكر فيها.
(4 )
إن عالم الاحلام هذا عالم يجب عدم الاستهانة به وحمله كله في اطار الاضغاث او الذهاب به الى ابن سيرين . بدا لي انه عالم ثالث يربط بين عالمين هما الحياة التي نحياها الآن والاخرى الذاهبين اليها وللمتنبئ بيت معناه أن الاحلام عالم يمكن الاكتفاء به عن عالمنا الماثل ولكن لم يقل كيف .

صحيفة الصيحة


‫3 تعليقات