مقالات متنوعة

مرتضى الغالي يكتب أستاذ جامعي برتبة عشماوي..!

اكتمل ملف جريمة العصر باغتيال الطبيب علي فضل في بيوت أشباحالإنقاذ والحركة الإسلامية..اشد اغتيالات الدنيا بشاعة ضد سجين سياسيأعزلوفي ظروف عادية لم يتم فيها شغب داخل السجن أو مقاومة من السجين..!وهي جريمةمن أبعد جرائم الدنيا (دناءة)ارتجت لها نواميس الإنسانيةومواريث الطبيعة البشرية وأناجيل شرف الخصومة..ويظل دوي هذه الجريمة النكراء يصك آذان الدنيا من حالة إزهاق روح بريئة خارج ولاية القضاء وبإشراف أستاذ جامعي مدنيفي تسجيل نوعي لممارسة تهويبنوازع الشر في بعض نفوس البشر إلىأغوار سحيقة (من الوضاعة والخِسّة والحِطة والوحشية)ما كان يؤمل أنهالا زالت تعشش في بعض عقول بني آدممن دموية إبليسيةتنتهكحُرمة النفس و(حق الحياة)بوسائل لا يمكن تصورما بلغته من وقاحة من(زعائط) الإنقاذ و(معائطها) في نزع الأرواح بجرأة إجرامية تحاول التطاول على منطقة الملكوت ومشيئةخالق الوجود..!

اغتيال بعد تعذيب رهيب لأكثر من ثلاثة أسابيع وبغير توقّف على شخص واحد أعزل خارج مؤسسات الدولة العقابية وبإشراف من قادة حركة ترتدي شعار الدين وزبانية قادمين من (كورسات تعذيب) في إيران يقودهم أستاذ جامعي مدني لا علاقة له بجهاز الأمن ولا السجون..ليتم الاغتيال بعد التعذيب بوسيلة غير مشروعة تحت أيأحكام قضائية وفي مكان مجهول وبواسطة مدنيين..وهذا ما يُصعب ممارسته فيأي دولة مهما بلغ طغيانها وحبائلها الشيطانية..وهو اغتيالشنيع جرى بتدبيربارد وتصاعد في التعذيب من جانب واحد لأكثر من عشرين شخصاًيستفردون بالضحية..وهو تدبير بارد لأنه يحتاج إلى عثور على مسمار أو شريحة حديد مُناسبة ومطرقة مناسبة لإنفاذها في رأس رجل معروف بسلميته وولائه لمهنتهالإنسانية في تطبيب البشر؛وكل ذنبه انه كان في صف يخالف الموقف السياسي الذي تقف فيه الحركة الاسلاموية تحت قيادة رسل العناية؛ بداية من الترابي والقيادة العليا من رُسل المرحمة الذي يريدون أن ينشروا بين العالمين شريعة الرحمة والهداية عن طريق زرع المسامير في رءوس العباد..!

رجل طبيب (طيب القلب) حسن السيرة استجاب لقوة الدولة الجبرية في الاعتقال..ولكن هل حقيقة أن الدولة هي التي اعتقلته..؟أم هي الحركة الإسلامية في اعليتمثيلها..؟!فالإشرافعلى قتل الطبيب(علي فضل)تم على أيدي نافع علي نافع كماذكرإبراهيمنايل إيدام عضو مجلس قيادة الإنقاذوشاهد العيان والمُشرف الأمنيالأعلى وقتها على حالات الاعتقال..وقال إن قاتل الطبيب هو نافع الأستاذ الجامعي..وهو ليس مجنداً متعاوناً ولا جندياً مستجداً أو من المنضمين الجدد للإنقاذ…فلا هو منعناصرمصلحة السجون المبتدئين أو المتعاونين(بالقطعة) مع الحركة الإسلامية أو من شبابها المتعطش للدماءأو من (أصدقاء الشرطة الشعبية)..! بل هو القيادي الأقرب لمقاعد الرئاسة الأعلى في الحركة والإنقاذ..وهو ليس الرجل الأمي الذي لا يعرف مآلاتوأبعاد وتداعيات ما يفعل أو ما ينهى ويأمر به الدين (ولو نظرياً)..بل هو رجل التعليم العالي الذي ابتعثته الدولة إليالمعاهد العليالدفع عجلة التنمية الزراعية ولم تبعثه متخصصاً في (قتل الغيلة) وتفجير الرءوس..!! وشهادة ايدام عليه تمت تحت القسم وأماممحكمة (شهادة عيان وعلاقات عمل مباشرة)..وليسحديثاً في مجالس الأنسأو لقاءات الأفراحوالمآتمأو في مواقف الحافلات ومحطات البنزين..وهي شهادة واضحة المعالم ومحددة الحيثيات قالها ايدام عقب خطبة طويلة حمدفيها الله واثني علي جزيل نعمائه و آلائه وصلي على النبي الكريم وأقر فيها بالقسم على حقيقة ما قال..وإيدام بطبيعة الحال يظل مسؤولاً عن كل ما لحق بالناس.. فهو شريك للإنقاذ ولا عذر بأنها (دحدرت) مناصبه وعملت على (زحلقته) بعد أن أدى لها ما أرادت منه لتثبيت نظامها الدموي..فأبعدته من رئاسة الأمن إلى الشباب والرياضة ثم إلى ما دونها حتى تشغله بانتخابات(نادي برى)ورئاسة كتلة الدوري الممتاز..!!الله لا كسبكم…!!

صحيفة السوداني