مقالات متنوعة

محمد عبدالماجد يكتب: جبريل يحارب الحكومة رغم اتفاقية السلام


(1)
بعد تعيين الحكومة الانتقالية الثانية، استبشر البعض بالقدرة على السيطرة على الدولار وضبط الاسواق والتغلب على الغلاء وارتفاع الاسعار، وحسبوا ان الاسماء التي ضمتها الحكومة الانتقالية الثانية اسماء تتمتع بشيء من الكفاءة الى جانب خبراتها السياسية الكبيرة.
في الفترة الاولى للحكومة الانتقالية الثانية حدث انتعاش للجنيه بعد هبوط الدولار او بقائه على سعر محدد دون ان يتجاوز حاجز الـ300 جنيه. لذلك خرج من يتحدث عن قدرات وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل ابراهيم وعن (سحره)، وعن قدراته (الخرافية) حتى انهم قرنوا (الطرائف) به وهو يأتي بمعجزة (نزول) الدولار.
الآن اتضح ان جبريل ابراهيم لا يختلف عن غيره وان الانتعاشة التي حدثته للجنيه في بداية عهده بوزارة المالية ما هي إلّا انتعاشة (نفسية)، حسب تصريحات سابقة لمسول انقاذي سابق عندما وصف تصاعد الدولار مقابل هبوط الجنيه بالحالة النفسية المعقدة التي لم يجدوا لها تفسيراً، غير ردها الى ذلك (الوهم النفسي)، وهذا ما يعني ان الازمة خارج السيطرة.
اذا كان خبراء الاقتصاد يبررون ارتفاع الدولار بالحالة (النفسية) بربكم ماذا يفعل السماسرة وتجار العملة؟ وماذا يقولون في ظل هذا العجز الحكومي الذي يفشل حتى في تفسير وقراءة الوضع الاقتصادي بصورة علمية دقيقة.
(2)
وزير المالية ورئيس مجلس حركة العدل والمساواة جبريل ابراهيم جزم بعدم التنازل عن الاسلام وقطع بان الدين ليس ملكاً للمؤتمر الوطني وليس للبشير او أي حزب من الاحزاب– وهذا امر مفروغ منه إلّا اذا كان جبريل يريد ان (يلمع) حزب المؤتمر الوطني المحلول.
من قال ان الاسلام ملك للمؤتمر الوطني – هذه اساءة للاسلام يجب ان يحاسب عليها السيد الوزير.
جبريل دعا خلال مخاطبته المصلين عقب صلاة الجمعة بمسيد الشيخ ود بدر التجمع الصوفي بحراسة الدين الاسلامي والحفاظ عليه بمناهضة القوانين التي تتعارض مع الاسلام وبالتصدي لمحاولات تغيير قانون الاحوال الشخصية وقال ان هناك من يسعى لتغيير قانون الاحوال الشخصية ليتوافق مع امزجة الخواجات، ووصفه بالامر الخطير.
وزير مالية يتحدث عن قانون الاحوال الشخصية وهو بعيد عن هذا الاختصاص الذي يمكن ان يناقشه الوزير في اجتماعات مجلس الوزراء بدلاً من عرضه هكذا امام تجمع صوفي ويطلب منهم حماية الدين وكأنه هو ما زال يحارب الحكومة بحركة العدل والمساواة التي وقعت السلام مع الحكومة الانتقالية.
اذا كان وزير المالية بهذا التسيب (الاختصاصي) طبيعي ان تحدث في اليوم التالي مباشرة لتصريحاته تلك قفزة عالية في سعر الدولار .
في صحف الامس وفي نفس الصحف التي حملت تصريحات جبريل ابراهيم في اليوم السابق جاء هذا الخبر : (هوى الجنيه بصورة لافتة بداية الاسبوع في تداولات السوق الموازية امام سلة العملات الاجنبية. وحقق الجنيه رقماً قياسياً امام الدولار بالسقوط الى 407 مقابل الاخير. بينما ارجع متعاملون في السوق ذلك التدهور الى اتجاه المضاربين والتجار الى تخزين الدولار).
الحقيقة ان هذا التدهور سببه وزير المالية الذي انصرف في اعمال ليست من اختصاصاته وتفرغ لكتابة المرثيات والبكاء على رموز النظام البائد الذي كان جبريل نفسه واحداً منهم، رغم انه خرج محارباً لهم بعد ان قتل شقيقه في حروباته مع النظام الذي كان ينتمي له.
(3)
المفاجأة ان مجلس الشركاء بعد هذا (العك) و (الفوضى) التي احدثها وزير المالية بتصريحاته غير المنضبطة وغير المختصة قال ان تصريحات جبريل حول قانون الاحوال الشخصية لا تمثل الحكومة.
عضو مجلس الشركاء جمال ادريس وصف تصريحات جبريل المتعلقة بقوانين الاحوال الشخصية بانها تمثل اراءه الشخصية… واضاف ادريس للانتباهة امس ان التغييرات في القوانين والاصلاحات تتم داخل مجلس الوزراء وجبريل هو وزير في السلطة الحاكمة.
هؤلاء الوزراء ما زالوا يتحركون في الحكومة بآرائهم الشخصية واهواهم الخاصة.
على جبريل ان يتحرك في محدودية اختصاصاته – عليه ان يقرع (الدولار) ، فهذه هي مسؤوليته.
ركز في ورقك يا سيادة الوزير.
(4)
بغم /
وزير المالية ورئيس حركة العدل والسلام وقع مع الحكومة الانتقالية اتفاقية (سلام جوبا) – إلّا انه مازال يحارب في الحكومة.
على جبريل ان يعلم انه في الحكومة وزير للمالية وليس رئيس حركة العدل والمساواة التي وقعت اتفاقية السلام مع الحكومة!.

صحيفة الانتباهة