رأي ومقالات

نموذج حقيقي تطبيقي لحالة إرث وفقا للشريعة الإسلامية


إن النموذج الذي أقدمه هنا نموذج حقيقي حدث فعلا وهو تطبيق لحالة إرث بناءا على الآية الأخيرة في سورة النساء وهي :
{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ ۚ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ ۚ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ ۚ وَإِن كَانُوا إِخْوَةً رِّجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۗ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [النساء : 176] والكلالة هو الميت ذكرا كان أو أنثى وليس بعده على قيد الحياة والد أو والدة ولا زوجة أو زوج ولا ولد ولذلك وصفته الآية بكلمة ( امْرُؤٌ ) وهي تشمل الذكر والأنثى.
وقد توفيت صاحبة القصة (س.م) قبل سنوات وتبين بعد وفاتها أنها تركت ميراثا هو قطعة أرض مساحتها 300م2.
كانت (س.م) متزوجة لكن الله سبحانه وتعالى قدر لها ألا ترزق بالولد ، وتوفي زوجها قبلها بسنوات ، وكان لها أخ شقيق ( م.م) وأخت شقيقة (ن.م) .
توفي الشقيق الذكر (م.م) قبل شقيقته (س.م) بعام واحد فقط ، وحين توفيت (س.م) ظلت شقيقتها (ن.م) على قيد الحياة.
إن تقسيم ميراث (س.م) كان سيخضع للاحتمالات التالية :
1) أن تموت (س.م) ويظل شقيقها وشقيتها على قيد الحياة :
وفي هذه الحالة كان سيتم تطبيق أمر للذكر مثل حظ الأنثيين :
الشقيق (م.م) كان سيحصل على 200م2
الشقيقة (ن.م) كانت ستحصل على 100م2.
ولكن هذا الاحتمال لم يحدث.
2) أن تموت الشقيقة (ن.م) ثم تموت شقيقتها (س.م) فيظل الشقيق (م.م) الذكر الوارث الوحيد فيكون نصيبه كامل القطعة وهي 300م2.
ولو كانوا أكثر من وارث من الذكور يتم تقسيم القطعة بينهم بالتساوي ،ولو كانوا إِخْوَةً رِّجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ.
2) أن يموت الشقيق (م.م) أولا ثم تموت (س.م) وتظل شقيقتها الوحيدة (ن.م) حية وهو ما حدث فعلا ، فماذا حدث ؟
تم تطبيق الأمر : إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ.
وبذلك فإن نصيب الأخت الوحيدة المتبقية على قيد الحياة من قطعة الأرض هو 150م2 فقط ، فلمن ستذهب ال 150م2 المتبقية ؟
التعصيب :
هنا حكم القاضي بما يعرف في فقه المواريث بالتعصيب وهو أن يرث الأقرب من الذكور ، وفي حالتنا هذه كان الأقرب من الذكور هم خمسة من أبناء أخوان المتوفية ، أحدهم كان إبنا لشقيقها (م.م) وأربع آخرين كانوا أبناء لشقيق آخر توفي منذ سنوات بعيدة.
في هذا النموذج فإن الأنصبة كانت كالتالي : الوارثة الوحيدة الأنثى (ن.م) : 150م2 وتعادل 50% من مساحة القطعة.
كل واحد من الورثة الذكور الخمس بالتعصيب نال 30م2 فكان نصيب كلا منهم 10%.
إذن هنا حالة أنثى نالت 50% مقابل ذكور نال كل واحد منهم 10% فقط ، ولو زاد عددهم لنقص نصيب كل واحد منهم بنفس النسبة لأنهم كانوا سيكونون شركاء فقط في 150م2 ولو كانوا 100 وارث ذكر.
حين عايشت هذا النموذج التطبيقي علمت حقا كيف أن الله سبحانه وتعالى رحيم وعليم وخبير وحكيم.
تم تقييم القطعة وبيعت ونالت (ن.م) 600 مليون جنيه تعادل وقتها ربما 60 مليار بنقود يومنا هذا ، ونال كل واحد من أبناء أخت المتوفية 120 مليون جنيه تعادل بقوتها الشرائية مايقارب 12 مليار اليوم وبعضهم كان على حوجة ماسة جدا وهبط عليه هذا الرزق من السماء مثل ليلة القدر.

كمال حامد 👓