مقالات متنوعة

سهير عبدالرحيم تكتب: بلد ماعندها دم


عشنا لحظات عصيبة وتوتر كبير يوم أول أمس ونحن في رحلة البحث عن ( دم ) ، نعم ال (دم ) الوااااحد ده …!!
المريضة كانت خالتنا وهي تستشفي بمستشفى رويال كير ، وقد قضينا الليل بطوله للسعي وراء الحصول لها على ثلاث زجاجات دم ….!!
علماً بأن المتبرعين من أبناء الأسرة قد تبرعوا بالدم في بنك الدم …!! ، ولكن لادم …. لادم ….!! أخيراً وبعد عناء و مجهود مقدر من نفر كريم استطعنا الحصول على زجاجتي دم …!!
حسناً …آخر ما كنت أتوقعه من إنهيار في هذا الوطن المنكوب أن تكون البلد قاعدة من غير دم …!!
إذا سلمنا بأن الوطن أصبح بلا مياه و كهرباء و بلا صحة و تعليم و بلاتنمية واستقرار ، بل الأدهى والأنكى أننا في الطريق لنصبح وطن من غير هوية…!!
ولكن بلد من غير دم ( كتيرة شديييد) . هذا يعني يا عزيزي القاريء إذا تعرضت لحادث مرور فإقرأ على روحك و من معك الفاتحة قبل أن تصل إلى المستشفى …!!
وإذا حدث لك أي نوع من أنواع النزيف ، إقرأ على روحك الفاتحة قبل أن يقرأها الآخرون ، أما إذا تعرضت لعملية جراحية مقررة سلفاً أو مفاجئة فإقرأ على روحك الفاتحة…!!
أما إذا إنخفض دمك و إحتجت. لعملية نقل دم فأخبر أهلك أن يجهزوا الكفن والحنوط ….!!!
إننا وفي كل تجاربنا السابقة بالمستشفيات كان يكفي أن يذهب عدد من أفراد العائلة للتبرع بالدم، فتستلم بعد إجراءات عقيمة أيضاً زجاجات دم في المستشفى …!!
ولكن لم يحدث أن تتبرع ثم لا تجد دم …!! ، علمت لاحقاً أن هنالك إضراب قبل عدة أيام من العاملين في هذا الحقل و بعض منسوبي الحقل الصحي …!! و قبيل أن أعرف أسباب الإضراب فإني على يقين أن مطالبهم مشروعة…!!
نعم ..فكل أصحاب الوظائف في الخدمة المدنية و حتى في القطاع الخاص يعانون من ضعف الرواتب التي لا تسد رمقاً ، و يعانون من بيئة العمل الطاردة و الفقيرة وغير الجاذبة .
منذ فترة طويلة لم ألتقِ بمواطن سوداني راضٍ عن وظيفته و مرتبه و بيئة العمل …!! اللهم إلا السياسيون و تجار الحرب و سماسرة الأزمات و العملاء هنا و هناك وبعض الهتيفة و القطيع .
كل الإضرابات التي تحدث يدفع ثمنها المواطن فقط ، فأولياء أمورنا لا يتأثرون بالإضرابات ولا تعنيهم ، وإن أضرب موظفي بنك الدم فهم قادرون على جلب دماء لأنفسهم حتى ولو إمتصوا دماءنا .
خارج السور :
كل واحد يخلي باله من ( دمه ) ، حتى لا نشاهد غداً في الأخبار الإمارات تقود مبادرة توفير دم للسودان .

صحيفة الانتباهة