العيكورة يكتب: هل نحن شعب عاطل إمتهن السمسرة ؟
مقطع (الفيديو) المتداول منذ يومين تقريباً والذى يقال انه لمكالمة هاتفيه بين موظف فى مكتب القبول وبين طالبة تبحث عن (مقعد) شاغر باحدي الجامعات الخاصة مُعيب و مؤشر خطير لمفهوم (السمسرة) ورغم ان وزارة التعليم العالي قد كذبت المقطع فى وقت متأخر من ليلة امس بحسب [متاريس] . الا انه يدعونا لنتحسس ذاتنا وانفسنا بكل مصداقية وتجرد اختلفنا او اتفقنا مع قصة التسجيل و حقيقة ما طلبه الموظف (ياسر) من الطالبة المتصله ان تدفع له ذات القيمة التى تعادل الرسوم السنوية لعام دراسي ان ارادت الحصول مقعد شاغر .
بغض النظر عن صحة المقطع وعدمه اليس من المصداقيه و جلد الذات ان نقول (وهى جات على ياسر بس) ؟ هل يستطيع احد فى السودان ان يحصي عدد السماسرة ؟ فى كل مجال فبين كل سلعة ومُشتريٍ يقف سمسار ! (عواطليه) ليس لهم الا امتصاص دم هذا المواطن المسكين وبتواطؤ من صاحب السلعة .
إذهب إن شئت للسوق المركزي مثلاً احسب كم (طفيلي) يقفون بينك وبين البائع الحقيقى ! لن تحصيهم ، إذهب الى دلالات العربات فستري العجب العجاب من الافاكين والمنافقين والمتسولين على موائد الزبون والبائع . أحدهم حدثني ان أحد السماسرة حشر نفسه بينه وبين مالك عربة يريد شرائها وبدأ يمتدح فيها بقوله (عليّ الطلاق فرملتا تهاظر بيها مع جناك) و (على الطلاق تتوضأ بموية العادم) وغيرها من اساليب الخداع والتطفل . اذهبوا الى سوق السمك مثلاً استحالة ان تشتري من صياد مباشرة (لو كسرت رقبتك) فلا بد من هوامير السمك المسيطرة على كل وارد ان يقفوا حاجزاً .
إذاً نحن شعب (بالميت كده) استحق وسام شعب المليون سمسار وليس المليون شهيد كما الجزائر او المليون شاعر كما بموريتانيا ويجب ان نحارب هذه الظاهرة المدمرة للاقتصاد و(القرادة) المتطفله على دم المواطن وعلى الحكومة ان تسن من القوانين التى تجرم هذه المهنة الطفيلية بعقوبات رادعة . فمن غيرهم وراء غلاء الاسعار ومن غيرهم امتلأت جيوبهم وكروشهم بسحت النفاق والكذب والتدليس وبخس الناس اشياءهم طبقة عاطلة (job less) كل مؤهلاتها جلابية ناصعة البياض و عمامة او طاقية وشال يتدلي على الكتف وكرش ولسان معسول كذوب ! من يحدد سعر الدولار و الاراضي اليست هذه الطبقة ؟ فأين الدولة وأين وزارة التجارة وأتمني من السيد الوزير (علي جدو) ان يدلو بدوله فى سبيل القضاء على هذه الطبقة العاطلة . توسعت (امبراطورية السماسرة) بكل الاعمار وحتى الحسان قد امتهن هذه المهنة (الباردة) فما لهم والشقاوة ان كانت (مزازة) خارج مكاتب الاراضي او دلالات السيارات تاتيهم بأضعاف راتب الموظف فى (ضحوة واحده) . أغلقوا هذا الباب فعبر صريره يأتيكم صراخ الشعب وانين الغلابه ، حرموا مهنة (السمسرة) اذا اردتم ان (يضوق المواطن طعم قريشاتو) . يا اخي نحن شعب مبدع بحق حد الادهاش . ثلثيه يعملون وثلث يسمسر فى عرق الآخرين !
دعونا من حكاية الحكومة وللنظر نحن كشعب فى (المرآة) لانفسنا حتى نري الحقيقة المؤلمة شبابنا يتسكعون ببرندات السوق العربي (دولار ، ريال ، استرليني) ومحاصيلنا فى شرق السودان يحصدها الاحباش ! فأي خلل فى المعادلة السكانية واي تدنى فى الانتاج الذى يعيشه السودان بسبب هذه الفئة ؟
واكاد اجزم ما من شعب يمتهن تجارة العملة فى العالم كما نحن وما من شعب يجيد التبطح ويعشق ضُل الضُحي وشاي المغربية كما نحن وما من شعب يتقن (غزغيز الكوعين) والبحث عن الظل البارد كما نحن . وما من شعب يقدس العطلات ويجعل منها اعياداً وانفاق وتبذيراً كما نحن وما من شعب يلعن حكومته لان سعر الخضار والبيض اصبح لا يطاق ولديه حوش حدادي مدادي وماء ! آتونا بالمصريين ليسكنوا ذات الحوش وستروا ماذا سيفعلون بالحيشان والماء ؟
(وانتو اقعدوا لى غزغزوا لى كيعانكم) !
قبل ما أنسي : ـــ
عزيزي المواطن ! اذا شعرت ان هناك سمسار يقف بينك وبين البائع (أي بائع) فامتنع عن الشراء الا بذهاب هذا الطفيلي فإن تمسكنا بهذا الحق الاصيل فسيضطر مالك السلعة ان يطرده وستتلاشى هذه الكائنات الطفيلية تدريجياً وعلى الدولة ان لا تعترف بمسمي مهنة (سمسار) ولا تثبتها فى سجلاتها الرسمية فإنهم العدوء الحقيقى لهذا الشعب ومفرخين للمزيد من (العواطليه) .
صحيفة الانتباهة