الشهيد متى يدرك ثأره؟
مدخل
(والمظلوم قد طال انتظاره يسأل الآفاق إيان نهاره متى ينبلج الصبح متى يدرك ثأره)؟؟
(1)
ومرت علينا اليوم الذكرى الثانية لفض اعتصام القيادة العامة في التاسع والعشرون من رمضان 1420هجرية، تلك الذكرى الأليمة التي برغم فداحة الخسائر ومرارات الجراح والفقد، إلا أن ذلك جاء بنتائج طيبة صبت في مصلحة ثورة ديسمبر المباركة، ويكفيها فخرا وتيها وجمالا وحسنا وسيرة عطرة تمشي بين الشعوب انها وبالسلمية فقط وبعبارة (تسقط بس) استطاعت ان تزلزل وتدك عرش الطاغية الصنم هبل البشير، الذي ظن وهو وزمرته الباغية أن لا أحد يستطيع أن يزيلهم من عرش حكم البلاد، وظنوا أن مانعتهم حصونهم وجحافلهم الأمنية بكل أشكالها وألوانها، ولكن إرادة الله ثم الشعب كانت لها الغلبة والانتصار فكانت ساعة النصر سقوط الطاغية الصنم.
(2)
نعم قدمت الثورة العديد من الشهداء والمناضلين الذين قدموا أرواحهم فداءا للوطن العزيز، فكل ثائر استشهد نبت محله ألف ثائر، نعم جرح الكثير وسالت دمائهم الطاهرة تسقي الأرض العزيزة، وفقد الكثيرون ولا زال العشم يراودنا بعودتهم الى أهلهم، وهنا لا بد أن نشير إلى أن المكون العسكري الحالي في مجلس السيادة، ومعلوم بالضرورة أنه كان يسمى اللجنة الأمنية للمخلوع البشير، فهذا المكون العسكري لم يصنع الثورة الديسمبرية المباركة، فالثورة صنعها الشعب واللجنة الأمنية لم يكن أمامها من خيار سواء الانحياز للثورة فهي رأت رياح الثورة فاغتنمتها وإلا فإن مصيرها سيكون مثل مصير راعيهم الرسمي المخلوع البشير.
(3)
فالثورة رفعت شعار حرية سلام عدالة، وليكن حديثنا هنا عن ضلع العدالة التي نسمع بها ولا نراها، العدالة التي يتم تغييبها عمدا وترصدا، فكم من جرائم ارتكبها النظام البائد وموثقة وتم التحقيق والتحري فيها، وتم رفعها إلى مكتب النائب العام الذي قام بحفظ تلك الملفات في درجة حرارة الغرفة، وبعيدا عن متناول القضاء!! وليس المطلوب فقط تقديم رؤوس النظام البائد في قضايا المال العام، فالمطلوب وبشدة تقديمهم في قضايا الدم الذي رفعوا شعاره وطبقوه عند فض اعتصام القيادة العامة (فلترق منهم دماء) فتلك الدماء التي سالت والارواح التي ازهقت دون ذنب، يجب أن تتم محاكمة كل من فكر ودبر وأمر ونفذ وشارك، ولو بالصمت فكلهم شركاء في دم أي شهيد وفي جرح أي جريح وفي وجع وألم كل مفقود.
(4)
خروج
(لا تصالح على الدم حتى بدم ولو قيل رأس برأس أكل الرؤوس سواء؟) هكذا نصحكم الشاعر المناضل أمل دنقل، وهكذا سأل الشاعر عن الرؤوس فليست كل الرؤوس سواء وفرق شاسع بين رأس الضحية ورأس القاتل الملعون في السموات والأرض، فخذوا بثأركم حتى يرتاح الشهداء واهلهم من رؤية القاتل الذي يتضرع أمامهم ( فالمظلوم قد طال انتظاره يسأل الآفاق ايان نهاره متى ينبلج الصبح متى يدرك ثأره؟) الإجابة فقط عند لجنة الأستاذ أديب وعند السيد النائب العام تاج السر الحبر ثم عند القضاء السوداني النزيه.
***********
طه مدثر
صحيفة الجريدة