الطيب….اثر ومآثر (١)
1
قالوا (قلبه توقف فجأة ) فطفرت مني دمعة وانسابت قبل أن أجهش بالبكاء… أستغفر الله. ياحليلك رحلت فى زمن تتناقص أوتاده وتتكاثر فيه الزعازع، ولكنك الآن سترتاح وحق لك أن تفعل ، فلن تعاني بعد اليوم من آلام المرارة إذ لا شيء يفقعها ولازفرات حرى فأنت الآن بجنة عرضها السموات والأرض بإذن الله، وفى ظل ممدود وسدر مخضود وطلح منضود ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة. أخيراً ترتاح يا حبيب لا سلطة تطاردك بسجانيها ولا اتهامات ستالطك ولن يؤذيك لئيم بساقط قول أو فعل… انتهى كل ذلك ورفعت الأقلام وجفت الصحف. مبرووووك مثلك لاينعي إنما يُحتفى بآثاره وتذاع مآثره.
2
16 مايو هو اليوم الذي اختاره الله للطيب مصطفى ليطوي صحائفه ويرتدي كفنه ويعبر إلى آخرته مطمئناً، إذ لا شيء يمكن فعله الآن، ذات اليوم هو اليوم الذي تحتفي الحركة الشعبية عدوه اللدود بمولدها!! .
بين موت الطيب وميلاد الحركة يركض زمان عجيب تسابق في جوفه مشروعان سقط كلاهما بفعل التشظي والانقسام والحروب، هما مشروعا الحركة الشعبية ( السودان الجديد) ومشروع الحركة الاسلامية( المشروع الحضاري) والغريب أن الطيب مصطفى كان في قلب المشروعين مناهضاً لمشروع السودان الجديد و منافحاً عن مشروع الحركة الإسلامية ولكن بطريقته الخاصة عبر منابره المتعددة بعد أن تفرقت السبل بالحركة الإسلامية وتفرقت هى نفسها أيدي سبا.
3
كنت أول مرة ألتقي الطيب مصطفى ضمن ثلة من كتاب السيناريو والدراما بمكتبه فى أواخر عام 1998 حينها كان مديراً للتلفزيون اللقاء الذي طرح فيه مشروعاً لتطوير الدراما السودانية ومن يومها لم تنقطع صلتي به. يالها من علاقة امتدت مايزيد على عشرين عاماً بشكل مثير وغريب من تعاون وثيق فى الدراما التلفزيونية إلى صراع متصل حول مواقفه حول وحدة السودان عبر خلاف مشهود بالصحف ومساجلات امتدت لأعوام ثم العبور لتعاون وثيق فى مكافحة فساد إمبراطورية سوداتل إلى موقف موحد تجاه تحالف الأباطرة الجدد فى هذا الزمن القحتي العجيب. وفى كل ذلك أي قصص تستحق أن تروى ليدرك المهرجون الكذبة عن أي رجل يتحدثون و”ماهز دوحه من قزم طاولة فلم يقصر ولم يطل”.
4
كانت الدراما السودانية وقتها ( تسعينيات القرن الماضي) تعيش حالة موات و تسيدت الدراما المصرية شاشة القناة السودانية بل كل القنوات العربية، ذلك عصر أسامة أنور عكاشة وليالي الحلمية لا أحد كان يجرؤ الرهان على جذب المشاهد إلى الدراما السودانية التي تعاني وقتها من فقر مدقع فى كتاب السيناريو على وجه الخصوص وكان كتاب الدراما التلفزيونية أقل من أصابع اليد الواحدة اذكر منهم أمين محمد أحمد، حسن عبدالمجيد، عبدالرازق جلال وعمر الحميدي، وكذلك المخرجين حيث نذكر فاروق سليمان، والشفيع إبراهيم الضو وصلاح السيد ويدر الدين حسني. التقط الطيب مصطفى الفكرة وعرف أين مقتل الدراما السودانية، أوكل مهمة بناء تاريخ جديد للدراما التلفزيونية للأستاذ المثقف المبدع السر السيد وكان على قدر المهمة تنظيرا وعملا وتطويرا. عمل السر السيد بتناغم فريد مع الجنرال حسن فضل المولى لتتسيد الدراما السودانية شاشة التلفزيون. جذب الطيب مصطفى للتلفزيون كل من له علاقة بكتابة الدراما وبدأت ورش العمل حول كتابة السيناريو بقيادة سعد يوسف وعثمان جمال الدين وخطاب حسن احمد اتبعها ببعثات لكتاب السيناريو إلى سوريا بمعهد التدريب الإذاعي والتلفزيوني بدمشق وكنت من المحظوظين الذين تدربوا على أيدي الشاعر الكبير والدرامى الشهير ممدوح عدوان ورياض عصمت ثم دفع بآخرين لتلقى كورسات مكثفة حول السيناريو في معهد السينما بالقاهرة تعلموا كتابة السيناريو على يدي أشهر أساتذة المعهد منهم مصطفي الخليفة ومحمد نعيم سعد فى الإخراج
لم يمض عام حتى كان لدينا أكثر من أثني عشر من كتاب الدراما المجددين أبرزهم عادل إبراهيم محمد خير، مصطفى أحمد الخليفة، جعفر سعيد الريح،أنس عبدالمحمود، شاكر عمر قبسة، عبد الناصر الطائف، واحمدون وناجي القطبي ومجدى النورالفاتح البدوي، د. قسم الله الصلحي و خليفة حسن بلة.فى تلك الفترة (96 إلى2001 )31 مسلسلا وكانت حصيلة إنتاج المسلسلات عبر ثلاثون عاما لم تتجاوز(29) مسلسلا .
على هذه الأسس المتينة تدفق إنتاج الدراما السودانية و تسيدت المشهد فى الفضاء السوداني وأصبح لها متابعين بالملايين ولايزال التلفزيون يعتاش من إنتاج تلك الفترة الغزير. وقتها أنتج التلفزيون السوداني مئات الحلقات لفرقة الأصدقاء ومثلها لجمال حسن سعيد ونبيل متوكل وعشرات الحلقات لفرقة نمارق وكسب جماعة السديم للشاشة قاسم أبو زيد وقرني والرشيد أحمد عيسى، والمخرج الفنان مجدي النور، وضجت الشاشة بإنتاج عشرات الفرق تنافس حميم فى الأداء والجدية ونهضت عشرات عشرات الإنتاج. جسد كل معاني العدالة فنياً وفتح أبواب الإنتاج التلفزيوني لكل الأطياف لم يعادي ولم يغلق باب التلفزيون في وجه ألد خصومه، ياله من رجل. في ذلك الزمان أنتج التلفزيون السوداني أكثر من عشرة مسلسلات ساهمتُ فيها بمسلسلين هما “قبل الشروق” الذى مثل فيه دور البطولة أستاذ الأجيال مكي سنادة و”عدو “الأصفار” من إخراج المخرج المبدع حسن كدسة عن قصة على يس.
أنتج التلفزيون مسلسلات اللواء الأبيض، الشوك والطريق من قصة ملكة الدار محمد سيناريو د.سعد يوسف، دكين ، سكة الخطر،آخر قطار، أقمار الضواحي، الشيمة،موت الضأن وغيرها.مئات الأفلام القصيرة ومئات من الحلقات فى متاعب وبالله شوف وشبابيك وكاركتير وناس وقصص وحكايات، بفضل تدفق السيناريوهات المتنوعة تطور الإخراج التلفزيوني وظهر فى ذلك الجيل الرائع محمد نعيم سعد وقاسم أبو زيد وعبادي محجوب والفاتح البدوي ومجدي مكي وأسامة سالم ووصال ناصر وجلال البلال وحسن أحمد عباس وشجع ذلك أساتذة الدراما الكبار للدخول فى معترك الإخراج التلفزيوني منهم سعد يوسف وهاشم صديق وعبد الرحمن محمد عبد الرحمن وغيرهم.
من فجر ثورة الدرما تلك هو الطيب مصطفى هو ذات الرجل الذى يقولون عنه أنه ضد الفن، يالها من أكاذيب انطلت على كثيرين وظلم الرجل بلا حدود. الحقيقة أن للطيب آراء متطرفة فى بعض جوانب الفنون ولكن حين كنا فى لجان المشاهدة نعرض حججنا القوية وكان للسر السيد وحسن فضل المولى أثر في لجم كثير من بعض آرائه المتجاوزه. الدراما فى التلفزيون أصبحت ليست مشروعاً فيناً فحسب بل مشروعاً وطنياً للاستقلال بالشاشة السودانيةعن الدرامات المتعددة التي غزتها دون وجود للدراما السودانية فى خارطة الشاشة.حين يكتب تاريخ الفن والدراما في التلفزيون ستجد الطيب مصطفى يتربع على عرشهما ولو كره الكاذبون. نواصل
عادل الباز
صحيفة الصيحة
الذين اسهبوا في ذكر محاسن الراحل الطيب مصطفى متحدثين عن كريم أخلاقه وطيب معشره .. فعلوا ذلك بحكم معاشرتهم له وتعاملهم معه على أرض الواقع كما زعموا . ولكن ماذا يفعل الذين ما عرفوه إلا من خلال ما خطته يداه من هجوم لفظي عنيف على كل من يختلف معه فكرياً . يخوض في الاساءات الشخصية بأفحش ما في قاموسه الزاخر بكلمات السب والشتم واللعن . وكانت إساءاته تطال حتى من مات من خصومه السياسيين .. وكان لا يخفي شماتته وفرحه بموتهم وكان يطلق على الواحد منهم كلمة (الهالك) .. وهذا فجور بالغ في الخصومة لا يؤدي الى شييء سوى تعميق الكراهية والبغضاء . فمن لا يعرف الراحل الطيب مصطفى معرفة شخصية ولم يتعامل معه في واقع الحياه كما فعل الذين مدحوه وعددوا مناقبه .. غير مُلام إن حكم حكماً سالباً على شخصيتة .. فهو عرفه فقط من خلال ما قرأ له من مقالات .
يا منعم ديل منافقين وكثير منهم شامتين الرجل كان مستقوي بالرئيس ومافي راجل ولد راجل من المتحدثين كان يقدر يقيف قدام الطيب وهم عارفين لسان الرجل اقذر من الحمام العام . في حياة الرجل وفي عز هيجانوا هل قرأت احد منهم ينصححه او يقف امامه !!! طبعاً لا لأنو مافي راجل كان يقدر يقيف قدامو وامشي اسأل سهير عبدالرحيم .
المصلحة الشخصية ياعادل,,الباظ,, هي منطلق حديثك الموجب عن,,الهالك..ودي من مفرداته..الغالبية العظمى تعرف حقيقته وحقيقة من يمدحونه وأنت منهم ..عار ومخجل من لايعرف نفسه يعرفنا بغيره..تف وسخ..!