مقالات متنوعة

لدينا أربعون مليون مشكلة!!

(0) أربعة وأربعة
أربعة سم قاتل وأربعة ترياقها الكورونا سم قاتل، وترياقها الالتزام بالاشتراطات الصحية مع تناول اللقاح، الكوزنة سم قاتل وتريقها الالتفاف حول ثورة الوعي الديسمبرية، وعدم إعطاء الكيزان فرصة لشق صف الثورة، والفساد سم قاتل وترياقه مكافحته ومحاصرته، وهو في طور الشرنقة وساس يسوس سم قاتل وترياقها اقامة العدل بين الرعية.
(1) مشكلتنا مشتركة
كنت مثل غالبية النخب السياسية كثير الادعاء بأننا بالسودان، لدينا مشكلة كبيرة واحدة ومشتركة
وهي كيف يحكم السودان؟ ولكن بعد المتابعة اللصيقة (مان تو مان)، وبعد إجراء كثير من التجارب المعملية والاختبارات السريرية، اتضح لي أنه لدينا أربعون مليون مشكلة (بحسب تعداد سكان البلاد) فكل مواطن سوداني هو مشكلة، وكل مواطن يريد أن يحكم السودان، دي يحلوها كيف؟
(2) عقوبة التغريب والضعين
كثيرا ما كتبنا مطالبين بجمع السلاح الأبيض (الذي عندما يدخل في جسد الضحية يتحول الى اللون الأحمر)، من الأسواق ومن كل مكان، فلا يعقل أن يكون هذا السلاح مفروشا في عموم أسواقنا (والما يشتري يتفرج) وحسنا فعل والي شرق دارفور دكتور محمد عيسى عليو، عندما قرأ التقارير الشرطية التي تؤكد زيادة نسب المصابين والضحايا بالسلاح الأبيض بولايته، وخشى أن تتحول حاضرة الولاية من (الضعين ) الى (الطعين) فقرر فرض عقوبات تتراوح ما بين المائة ألف جنيه والى ثلاثمائة ألف جنيه، وتتضاعف مع كل طعنة زيادة مع السجن، ولكن هناك عقوبة تستلفت الإنتباه وهي عقوبة التغريب!! فكيف سيتم تنفيذ هذه العقوبة التي قرأنا عنها في الكتب ولم نرها على أرض التنفيذ؟
(3) وكان الرأي لو عجلوا
أيها القادمون من باريس (هل رأيتم في باريس صفوف وقود أو خبز أو قطع مخرمج للكهرباء والمياه)؟ فلا تحاولوا أن تقنعوننا بأن مؤتمر باريس كان من أجل محدودي أو مهدودي الدخل، فوراء كل مؤتمر يعقد بالخارج تتعقد أوضاع المواطن بالداخل، وعندما ذهبتم الى باريس كان الدولار 400 جنيه في السوق السوداء، وبعد عودتكم بمخرجات مؤتمر باريس أنظر الى الدولار وهو يحلق في العلالي، فما رأيت رجال الأعمال وسيدات الأعمال مشاركون في مؤتمر ما، إلا خشيت أن تذهب مخرجات المؤتمر (صرف صحي) ومن يدفع الثمن هو المواطن محدود ومهدود الدخل، ويكفي أيضا أن مؤتمر ألمانيا عقد وانفض، ولم نر له نتائج على واقعنا (الذي كل يوم يزداد وقوعا)، بالمناسبة السرعة التي نفذت بها الحكومة التنفيذية روشتات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والتي أعجبت أحد كبار العاملين بإحدى تلك المؤسسات المالية، ووصفها (بالسرعة التاريخية) لم نجد تلك السرعة في معالجة آثار تلك الصدمة الاقتصادية التي ضربت غالبية الشعب في مقتل، ولكنا رأينا بطء تاريخي في المعالجة ولا زلنا نسأل برنامج ثمرات وصل إلى أين؟ فكثير من الولايات تسمع به ولا تراه، وصدق القائل (قد تفوت على قوم حوائجهم مع التراخي وكان الرأي لو عجلوا) فإذا لم تعجل وتسرع الحكومة، بوضع حدا للتفلتات بالأسواق والارتفاع غير المبرر للأسعار والخدمات، فأنه لن يؤسفنا أن نقول للحكومة التنفيذية وباقي شركاء الحكم، أنه لا فرق يذكر بينكم وبين حكومات حزب المؤتمر الوطني البائد، جعجعة دون طحين إلا طحن المواطن و(على الريق)!!

صحيفة الجريدة