اشرف عبد العزيز يكتب : جديد مناوي !!
أول احتجاج مباشر على موقف الحرية والتغيير من حركات الكفاح المسلح بعد الثورة قاده مني أركو مناوي عبر منظومة نداء السودان الذي يعتبر أمينها العام ، وما أن يممت الحركات شطرها نحو أديس لم تجد الحاضنة السياسية طريقاً غير اللحاق بالجبهة الثورية والتفاوض معها ومن هنا بدأ الطريق نحو جوبا.
وفي جوبا وقبل الوصول لتوقيع الاتفاق بالأحرف الأولى أيضاً رفع مناوي (الراية الحمراء) ليعود للتفاوض رئيساً عن الجبهة الثورية (ب) ولكن مهر مسودة الاتفاقية بتوقيعه كرئيس للحركة وليس للجبهة الثورية وعندما احتج حلفاؤه من صغر حجم تمثيلهم في الحكومة الانتقالية أعلن أن الاتفاق لم يوقع باسم الجبهة الثورية وإنما الأحزاب.
بدا مغاضباً وبرر زيارته لألمانيا بأنها أسرية ولاعلاقة لها بما يجري بشأن تقاسم السلطة، وفي تلك اللحظة كانت كل المؤشرات تشير إلى أن الأوفر حظاً لتولي حاكم إقليم دارفور هو الطاهر حجر ، خاصة بعد وصول وفود من دارفور أبدت عدم رغبتها بتولي مناوي المنصب ، إلا أن المفاجأة هي تعيين الطاهر حجر بالسيادي ليعلن لاحقاً رئيس الوزراء عبدالله حمدوك مناوي حاكماً لإقليم دارفور.
ظل مناوي غير آبه بالهجوم الفظ في مواجهته بشأن تصريحاته حول ضرورة المصالحة الوطنية التي ينبغي أن لا تستثني حتى الاسلاميين ، ليلتقط بعض الذين انسلخوا عنهم الفرصة مواتية للانضمام إليه ، ويندهش الناس بالاستقبال الضخم والحشد الكبير الذي حظي به مناوي في المناقل من أنصار عبدالباقي وما أدراك ما عبدالباقي.
ولكن التحديات القادمة هي التي ستحدد إلى أي مدى يستطيع مناوي التقدم نحو طموحه الكبيرة بتثبيت دعائم حكمه في دارفور ، فمن الواضح حتى الآن الصلاحيات غامضة ، كما أن أزمة تمويل اتفاق جوبا باتت واضحة ووزارة المالية لا تستطيع الإيفاء بإلتزاماتها وإن جأر مناوي بالشكوى وطالب بـ700 مليون لبدء العمل.
صحيح أن مناوي في الاطار السياسي مازال ممسكاً بأكثر من عصاة فهو بالاضافة لرئاسته الجبهة الثورية جناحه أيضاً الأمين العام لتحالف نداء السودان ، وهذا يجعله يلعب (ضاغط) مستخدماً هذه الواجهات في الاطار السياسي ، ولعل التطورات الأخيرة لـ(قحت) توضح ذلك ، فالأمس بدأت اجتماعات لنداء السودان وسيرفض فيها مناوي مواقف القوى الرافضة للإصلاح.
ولكن أيضاً يبقى السؤال هل يستطيع مناوي الاستفادة من هذه الواجهات في تحقيق رضا وقبول بتوليه حكم إقليم دارفور، خاصة وأن هذه الواجهات قد لا توقف الاعتصامات والاحتجاجات المتوقعة ، وربما هذا ماجعل مناوي يبتدر زياراته لدارفور بزيارة معسكرات النزوح بتشاد.
يبدو أن الأيام القادمة ستشهد حراكاً واسعاً سيبدأ في الثالث من يونيو وينتهي في الثلاثين منه ترى أين يكون موقف حركة مناوي من الفعل السياسي خلال التاريخين الاثنين؟.
صحيفة الجريدة