كان بدري عليك يا رئيس القلوب
عبد المنعم عبد العال اذا أردت أن أصفه فلا أجد له وصفاً يشبهه إلا أنه كان ملجأ صلباً وحامياً لكل من ظن به خيراً.
كان يقف مع الحق، وينصر المظلوم، ولا يخيب أي سوداني طلب مساعدته. يحب الخير للناس ويحب السودانيين حباً حقيقياً عاماً عارماً وصادقاً دون فرز أو جهوية.
كان من طينة الرجال الوطنيين الذين يشبهون آباءنا وأجدادنا؛ سوداني أصيل تشعر بعاطفته السودانية الوطنية الخالصة إذا تعرفت عليه بل هو من يتعرف بك، وتتأكد منها اذا جربته في أي موقف من مواقف المروءة.
رجل أحب خدمة الناس من كل قلبه فأحبه الناس، وكان بيته في الرياض عامرا ًبكل من جاء اليه. كان حفياً بالمبدعين والشعراء وداعماً كبيراً للمواهب والفنون والآداب، وراعياً لها ومسهلاً لكل ما يساعد المبدعين والمجتهدين في الوصول إلى غاياتهم.
وفوق كل ذلك، كان عبد المنعم عبد العال وطنياً صالحا وصلباً؛ قدم دروساً في الوطنية الحقة حين جعل برئاسته للجالية السودانية بالرياض عبر سنوات طويلة؛ هي الجالية الوحيدة التي لم تخضع لتدجين نظام البشير من خلال مواقفه الوطنية الصلبة، وعبر دعمه الكبير بكل ما يملك للفرق الرياضية والمناسبات الاجتماعية والثقافية للجالية السودانية بالرياض؛حيث عرف كيف يعوض السودانيين بالرياض عن الوطن البعيد، ويجعل من إدارته لفعالياتهم وأنشطتهم وطناً في الغربة بعيدا ًعن سفارة نظام البشير ، بل كان هو السفير الحقيقي غير المتوج والأب والراعي والمهتم بكل شؤون السودانيين عبر محبة وطنية خالصة.
اللهم أغفر لعمنا عبد المنعم عبد العال حميدة، واسكنه فسيح جناتك واكرم نزله واجعل قبره روضة من رياض الجنان.
رحمك الله يا ريس فقد كنت ريساً لقلوب السودانيين في الرياض … تعازي الحارة لأسرته الكبيرة .. وتعازي الحارة لصديقنا ياسر فضل المولى .. إنا لله وإنا اليه راجعون.
صحيفة التحرير