مقالات متنوعة

أحمد يوسف التاي يكتب: المافيا الأخطر

(1)
كشف تقرير تحصلت عليه «الإنتباهة» (ينشر بالصفحة الأولى) عن أكبر عمليات فساد وتلاعب في حصائل الصادر، وعن فقدان البلاد لـ ( 81 ) مليون دولار من هذه الحصائل ، تخص صادر الإبل المهرب إلى مصروحده …التقريرنفسه أكد عدم تسديد (1145) شركة لحصائل صادراتها (ولك أن تتخيل كم هي الملايين من الدولارت التي حُرمت منها خزينة الدولة)، وأوضح التقرير نفسه أن عدد الشركات المسجلة لدى وزارة التجارة (126) ألف شركة، منها (3500) شركة نشطة، واتهم بنوكاً تجارية بتكوين (800) شركة وهمية قال أنها : « سبب المشاكل، وأُس فوضى الصادر، وأن 50 % من الفوائد تذهب إلى موظفين بتلك البنوك»…وهل هؤلاء إلا مافيا تحظى برعاية الدولة وغفلتها..؟؟!!!..
(2)
المعلومات التي تحصلت عليها (الإنتباهة) تقول أن بعض المصدرين يحصلون على فاتورة من وزارة التجارة، ويتم تغيير الغرض بالجمارك بمبلغ 200 جنيه فقط، ثم يستوردون ما يريدون من لعب أطفال أو شوكولاتة وأحياناً علكة «لبان»، وكريمات «التفتيح» والسموم القاتلة،فلا أحد يمنع أحد ولاضوابط ولايحزنون وهذا مايكشف عن مدى الفوضى وغياب الضوابط في مجال التصدير.
(3)
المصيبة الكبرى أن بلادنا تستورد ما قيمته « 11» مليار دولار، وتصدر ماقيمته «4» ملياردولار فقط ، لكن للأسف أن عائدات الصادر لاتدخل بنك السودان في الغالب حيث يتم تجنيبها بواسطة مافيا الصادر بحسابات في بنوك بالخارج ، فمايحدث الآن وبكل وضوح أن هناك مافيا منظمة تمسك بمعاول لهدم إقتصاد السودان، والحكومة تتغافل عنها أو تتستر عليها … تعمل هذه المافيا على الآتي:
أولاً: تهريب الإبل إلى مصر ويتم بيعها هناك… ولاتصل عائداتها إلى بنك السودان
ثانياً :تهريب الذهب إلى دول الخليج عبر مطار الخرطوم الدولي…وهذه بالطبع لاتصل عائداتها إلى خزينة الدولة…
ثالثاً: مايتم تصديره في وضح النهار رسمياً لايصل إلى خزينة الدولة بل يُجنب بالخارج ، وهناك حوالي (1145) شركة تعمل في مجال التصدير تتهرب من توريد حصائل صادراتها إلى بنك السودان…
رابعاً: هناك حوالي (800) شركة وهمية لا أساس لها في الوجود تقوم بعمليات وهمية في مجال الصادر، ولاترفد خزينة البنك المركزي بدولار واحد، هذه الشركات الوهمية يديرها مسؤولين في بعض البنوك…
خامساً: هناك مصدرون يحصلون على فواتير رسمية لاستيراد الأدوية المنقذة للحياة، وسلع ضرورية وأخرى استراتيجية لكنهم يتلاعبون في هذه الفواتير ويستوردون إما نفايات إلكترونية أو لعب أطفال أو كريمات «الفسخ»، أو نبق فارسي أو أي شيء مما يكبر في نفوسهم المريضة ويعجل بالربح السريع ويدخل البلاد في أزمات خانقة ويدمر الإقتصاد القومي شر تدمير…
(4)
بالله عليكم كيف يستقيم هذا، وهل إذا فكر أعداء السودان أن يشنوا عليه حرباً إقتصادية لتدميره شر تدمير هل يمكن أن يفعلوا ببلادنا وإقتصادها المأزوم أكثر مما تفعل «مافيا التصدير» التي تعرف الحكومة أعضاءها فرداً فرداً، وتقدم لهم التسهيلات إما غباءً وسذاجةً أو «تواطوءاً « تحركه المصالح، وإلا فكيف لبلاد أن تستورد بأضعاف ما تصدره، وحتى الذي تصدره لاتدخل عائداته خزينة الدولة ، وفوق كل ذلك يتم تزوير الفواتير التجارية بمساعدة الحكومة لجلب الأذى والبضائع الفاسدة والنفايات المسرطنة والسموم وآلة الموت الزؤام بدلاً عما ينقذ الحياة ويبقيها ويقيم الأود…هذه الجريمة النكراء أرى أن المسؤولين بالدولة هم فيها شركاء إما بالغفلة والغباء والتقصير أو بالتواطوء وشبهة المصالح، أو بالتستر أو عدم الدراية والخبرة…… اللهم هذا قسمي في ما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

صحيفة الانتباهة