مقالات متنوعة

هاجر سليمان تكتب: جامعة التقانة أنموذجاً

هنالك فرق شاسع بين من يضع هدفاً في حياته ويكرس جهده للوصول له، و بين من يسير في هذه الحياة بلا هدف ودون أدنى إهتمام بما يحدث من حوله، بل هنالك من يكون على استعداد لتدمير غيره طالما أنه ليست لديه خطط واضحة في حياته .

وما قلناه ينطبق على حال التعليم في بلادنا ، فهنالك مؤسسات تعليمية ينحصر جل همها في الرفاه وإمتصاص دماء الأسر من خلال الحصول على الأموال دون تقديم برامج تعليمية ذات أهداف واضحة، فتجد طلابها قمة الاستهتار ينتشرون طيلة اليوم بالمقاهي المحيطة بها أو في شارع النيل ويشاركون في كافة البرامج الإجتماعية والترفيهية دون إكتراث للبرنامج التعليمي لذلك نجد أن أغلب طلاب تلكم الجامعات يتخرجون ويخرجون من المؤسسة كما دخلوا إليها منتهى الخواء الفكري .

ونحن اليوم أمام أنموذج تعليمي جدير بالإحترام وهو جامعة العلوم والتقانة فهذه الجامعة لمن لايعرفها جامعة ذات خصوصية، وتضع برامج تعليمية ضاغطة لطلابها لذلك تجدهم منكبين على الدراسة ويعتبرون الوقت بالنسبة لهم كنزاً ثميناً لايفرطون فيه وهم أيضاً طبيعة الجامعة ولوائحها الصارمة تحول دون ممارستهم للأنشطة السياسية بشكل أساسي ولا يميل طلابها إلى العنف بإعتبارهم جميعاً همهم تلقي المادة التعليمية والإهتمام بالتحصيل الأكاديمي وإكتساب الوقت الذي يمكنهم في المزيد من الإطلاع .

حسب معلوماتي أن هذه الجامعة التي يجب أن يمنح مسئولوها ثناء الدولة لم يسبق أن تم إغلاقها بسبب إنحراف أو سوء سلوك أو إشتباكات كما يحدث في الجامعات الأخرى ولم يتم إغلاق أبوابها إلا بموجب قرارات صادرة من وزارة التعليم العالي، وهذا الأمر اسهم في خلق بيئة أكاديمية مستقرة كانت سبباً في جذب الطلاب الأجانب والطلاب الذين لديهم جدية في إكمال سنين دراستهم دون توقف أو تجميد أو تعطيل للدراسة .

استمرت تلك الجامعة في تخريج أجيال وراء أجيال وتستمر في التطور ومواكبة التكنولوجيا الحديثة في كافة المجالات إلى أن طورت أنظمة التعليم عن بعد والتي أتاحت للطلاب فرصة تلقي الدروس دون الحضور للجامعة وقد استغلت هذه التقنية إبان فترة الكورونا حيث لم يتأثر الطلاب وباشروا محاضراتهم عبر المنصة الألكترونية .

للجامعة منحاً تقدمها لبعض الطلاب من الأسر الفقيرة باسم ((منح الحاجة ثريا))، والآن على الرغم من أن أعداد طلاب هذه الجامعة يتجاوز (١٩) الفاً إلا أن الجامعة قامت بدورها فى تسجيلهم وحصرهم وتخصيص عناوين بريد ألكتروني لكل طالب بغرض تفعيل منصة التعليم عن بعد متى ما تأزمت الأوضاع الصحية بسبب جائحة الكورونا

إزاء كل ماتقدم يجب أن يطبق أنموذج جامعة العلوم والتقانة على جميع الجامعات حتى يستطيع الطلاب تلقي تعليمهم بصورة كاملة وبتحصيل أكاديمي بأجود مستويات وبالتالي ضمان تخريج الطلاب في الكليات وفق الجداول الزمنية المحددة لإنهاء الفترة الدراسية للطلاب وإكمال المنهج المقرر والذي يتيح للطالب فرصة الحصول على الدرجة العلمية المحددة .

صحيفة الانتباهة