طب وصحة

الحليب يُسبب الإصابة بالسكري.. حقيقة أم خرافة؟


الحليب هو غذاء شبه كامل مع توازن فريد من العناصر الغذائية، قد يواجه بعض الأشخاص صعوبة في هضم سكر الحليب (اللاكتوز) ولكن البشر بشكل عام طوروا القدرة على هضم اللاكتوز على مر السنين، وبالتالي يمكن استهلاك الحليب طوال العمر. ويساعد اللاكتوز في نمو المخ(بحسب الامارات نيوز) كما أن بروتينات الحليب مفيدة لتنمية العضلات والكالسيوم ضروري لقوة العظام بصرف النظر عن الفوائد الصحية الأخرى. في الآونة الأخيرة، كان الناس يناقشون ما إذا كان الحليب غير صحي وسبب رئيسي لمرض السكري، لكن الأدلة العلمية تتعارض مع ما يقولون، والحقيقة هي أن الحليب مفيد بالفعل لمرض السكري. وجاء الدليل الأول الذي يشير إلى أن منتجات الألبان والحليب يمكن أن تكون وقائية من دراسة علم الأوبئة الريفية الحضرية في تشيناي (CURES) والتي أظهرت أن منتجات الألبان لها تأثير وقائي ضد مرض السكري. ومع ذلك، لا يمكن للدراسات المستعرضة أن تؤسس علاقة السبب والنتيجة ولهذا نحن بحاجة إلى دراسات متابعة طولية وطويلة الأمد. وأظهرت دراسة الوبائيات الريفية الحضرية المحتملة (PURE) التي أجريت في 21 دولة في خمس قارات على 150.000 فرد شارك فيها أيضاً خمسة أجزاء من الهند، أن استهلاك منتجات الألبان كان مرتبطاً بانخفاض حالات الإصابة بمرض السكري (ظهور جديد) وارتفاع ضغط الدم، وكذلك كمتلازمة التمثيل الغذائي. ولقد دحضت الدراسات اللاحقة النظرية التي تقول: “حليب البقر مرتبط بمرض السكري من النوع 1 هي نظرية قديمة تم الإبلاغ عنها فقط في بعض الدول الاسكندنافية”. ومن المعروف أن حليب الأم يقي من الأمراض المختلفة، وفي بعض البلدان الغربية، لا تحظى الرضاعة الطبيعية بشعبية، وبالتالي يتعرض المولود الجديد لحليب البقر في وقت مبكر من حياته، خاصة في الأشهر الستة الأولى من حياته. وبالتالي، قد تنخفض مناعتهم لأنهم لم يكن لديهم حليب الثدي الحصري وبالتالي قد يصابون بالعدوى وانخفاض المناعة. وليس حليب البقر هو الذي يسبب المشكلة ولكن نقص الحماية من حليب الأم لأن الرضاعة الطبيعية الحصرية موصى بها في الأشهر الستة الأولى بعد الولادة. وفيما يتعلق بمرض السكري من النوع 2، لا يوجد دليل يشير إلى أي ارتباط إيجابي بالحليب، وحقيقة أن الهند بها ثاني أكبر عدد من المصابين بمرض السكري في العالم هو في الواقع لأن الهند لديها أيضاً ثاني أكبر عدد من السكان في العالم، والبلدان الثلاثة الأولى التي بها أكبر عدد من مرضى السكري تتبع سكان تلك البلدان. وبالتالي، يوجد في الصين أكبر عدد من المصابين بمرض السكري، تليها الهند ثم الولايات المتحدة، سيكون لدينا المزيد من المصابين بمرض السكري حتى لو بقيت النسبة المئوية لمرض السكري كما هي. وعلاوة على ذلك، فإن الزيادة ليست بسبب استهلاك الحليب ولكن بسبب وباء السمنة الذي تطور بشكل متماثل. ومنذ الصغر، يأكل الأطفال الوجبات السريعة ولا يمارسون الرياضة بشكل كافٍ، ومن ثم يكتسبون الوزن، وكل هذه الأشياء قابلة للعكس إذا تم إجبار الأطفال على ممارسة الرياضة بانتظام وتقليل الأطعمة السريعة. وأخيراً، تم ربط الكربوهيدرات الزائدة على شكل أرز أبيض مصقول وقمح مكرر بمرض السكري في الهند في العديد من دراساتنا وغيرها. وهذا إلى جانب انخفاض الأنشطة البدنية هي أقوى عوامل خطر الإصابة بمرض السكري ويمكن الوقاية منها من قبل المعلمين المناسبين. ويحتوي الحليب على العديد من المكونات الأساسية بما في ذلك الكالسيوم والريبوفلافين والفوسفور وفيتامين د وحمض البانتوثنيك والبوتاسيوم وفيتامين أ والنياسين. ويعد الحليب مصدراً جيداً جداً للبروتين وبفضل ثورة الحليب في الهند، تحسن نمو وتغذية الأطفال في الهند بشكل كبير. تم استخدام الحليب منذ زمن الفيدية وهو جزء من تراثنا الثقافي، وولع اللورد سري كريشنا بالزبدة معروف جيداً. والحليب في الهند هو أيضاً مصدر رزق لملايين المزارعين المهمشين والمعدمين. ويمكن أن يؤدي وقف استهلاك الحليب إلى مزيد من نقص التغذية في الهند، التي يوجد بها بالفعل أكبر عدد من الأطفال الذين يعانون من نقص التغذية في العالم. والحليب ضروري أيضاً للنساء الحوامل والمرضعات لأنه يوفر لهن البروتين والكالسيوم الذي تشتد الحاجة إليه.

الخرطوم (كوش نيوز)