مقالات متنوعة

سودانير الوقوف على الأطلال !!


أعادت زيارة الوفد الاستشاري من شركة “لوفتهانزا” الألمانية للطيران لتقييم الوضع الفني لشركة الخطوط الجوية السودانية (سودانير) الأمل في نفوس السودانيين الذين حفرت في دواخلهم الوجعة بسبب انهيار أسطول الخطوط الجوية السودانية والوفد جاء ليبحث خطة تطويرها وتوسيع أسطولها الناقل وعملياتها الجوية ، والناقل الوطني عانى من تدهور مريع في عهد الرئيس المخلوع ، الذي قصدت حكومته تصفية الشركة ولم يتبق لها سوى طائرة واحدة من طراز إيرباص إيه 320.
وقال وزير النقل والبنى التحتية، ميرغني موسى، في تصريحات عقب لقاء وفد الشركة برئاسة مديرها العام، هاينز مولر، إن اختيار شركة “لوفتهانزا” لتقديم الاستشارة الفنية، وأكد دعم الوزارة إعادة تأهيل شركة الخطوط الجوية السودانية “سودانير” لتسهم الشركة في النهوض بالاقتصاد السوداني ورحب مدير عام شركة لوفتهانزا الاستشارية، هاينز مولر، بالتعاون مع السودان للنهوض بـ”شركة الخطوط الجوية السودانية”، واستعادة مكانتها في المجال الجوي بين الدول الأفريقية.
كما أن عدداً من المستشارين من إدارة “سودانير” داخل وخارج السودان، عكفوا للعمل على رفع كفاءة الناقل الوطني، وزيادة الإنتاجية، واختيار الخطوط ذات الجودة العالية بالإضافة للتقييم ومراجعة عمليات الهندسة، كما أن الوفد الزائر قام بزيارة لمرافق شركة الخطوط الجوية السودانية (سودانير) شملت كل من جملون الصيانة و مركز التموين و مركز خدمات الزبائن بالإضافة لمركز الصيانة الفورية، بغرض الوقوف ميدانياً لتقييم الوضع الراهن بهذه المرافق، تمهيداً لإعداد خطة التطوير.
وأشفق على شركة لوفتهانزا اولاً من جراء الصدمة التي ستصيبها عندما تجد نفسها جاءت لتقف على ( أطلال ) شركة وطنية نهبتها حكومة السودان مثلما نهبت كثير من المشاريع ولكن لأن الفلول ماكان لها حدود للشراهة لذلك لم يشفع للخطوط الجوية كونها رمز للوطنية وقيمة عظيمة تقترن بسياد البلد ان تحول دون رغبة (الأكل) التي تميزت بها حكومة البشير دون سواها
فكيف سيكون شكل التقرير الذي يرفعه الوفد الى الشركة الأم بألمانيا ، ( وجدنا أسطول شركة الطيران السودانية يحتوي على طائرة واحدة) وحتى الطائرة( اليتيمة ) التي ألقتها الحكومة كعظم تركه الذئب بعد أن قضى على فريسته بعد ان إصابته تخمة الشبع كانت متوقفة تمت صيانتها في العام الماضي.
فشركة لوفتهانزا مطلوب منها اعادة بناء خطوط جوية سودانية (من الصفر ) وسيكون لها فضل تأسيسها فيجب عليها ان توفر وقتها وجهدها لهذه المهمة وتترك رحلة البحث والنبش في ( القبور ) فطائرة واحدة (خردة) ماهي الا شاهد تركه نظام المخلوع على قبر الخطوط الجوية السودانية حتى يعلم الناس (هنا كانت سودانير).
ولايستحي أنصار النظام البائد أبدا مما كسب نظامهم وماخلفه من ( فضائح ) فدمار سودانير عار يستحي منه كل سوداني غيور على وطنه، فقلبي على الوفد السوداني الذي يرافق الوفد الألماني الذي كلما وقف الأخير على قسم من أقسام الشركة اعتراهم الاحساس بالخجل لذنب لم يرتكبوه ولم يساهموا فيه فقط انهم أبناء هذا الوطن الذي كان يحكمه لصوص.
فالتحية لهم ولكل ابناء السودان في الداخل والخارج الذين يعملون من أجل عودة الناقل الوطني الذي تعد عودته عودة روح للجسد، ومعلوم ان الشركة جاءت الى البلاد بدعوة من وزير النقل، الذي دعاها بداية لإزالة عثرة سودانير.
ومن المنتظر أن توقع الحكومة السودانية والشركة الألمانية على اتفاقية النهوض بـ”سودانير” وتطوير إدارة وتقنيات الشركة ونموذج التشغيل مع متابعة التنفيذ على أرض الواقع لتعيد للخطوط الجوية السودانية مجدها كشركة أسست منذ العام 1946، وتعد من أقدم الشركات في العالم العربي وفي أفريقيا، إذ كان يجوب أسطولها كثيراً من دول العالم لكن ( شلعوها الكوازنة) وان كان مد الله في عمرهم، لكانوا باعوا حتى الشعار !!
طيف أخير :
أحياناً الأوطان لا تحتاج أن نواسيها بعض خيبات الأمل بل تحتاج ان نحملها عنها

صباح محمد الحسن
صحيفةالجريدة