حليم عباس: رحلتي من النضال إلى شق الصف الوطني إلى الكوزنة
مع بداية الثورة عندما انتقدنا التفويض المفتوح لتجمع المهنيين أُتهمنا بشق الصف الوطني، و بالتنظير فما لا داعي له، و التشويش على الناس.
( لم تكن تهمة “كوز” قد انتشرت في ذلك الوقت في صفوف الثورة، حيث كان الكيزان أصحاب الإسم ما يزالون في السلطة، أضف إلى ذلك أن قطيع ثورة ديسمبر لم يتشكل، و ثوار ما بعد 6 أبريل لم يدخلوا الحلبة بعد).
و في النهاية اتضح أن تجمع المهنيين هو أكبر خازوق، و كما قال عثمان ذو النون: “الناس سلمت الثورة للتجمع، و التجمع سلمنا للأحزاب، و الأحزاب ودتنا الخور!”.
بعد سقوط النظام بدأنا نتكلم عن أهمية التوافق الوطني و الوحدة الوطنية و نبذ الإقصاء، و حذرنا من سرقة الثورة، و حاولنا تنبيه الناس إلى عدم مسئولية تحالف قحت. و التهمة في هذه المرحلة أصبحت “انت تريد إدخال المؤتمر الشعبي بأي طريقة”.
(تهمة أقل قليلا من “كوز”، و أكثر من شقاق صف. في ذلك الوقت كان وصف الاكس شعبي هو السائد. أنتم مع الثورة نعم، و لكنكم “حردانين ساي”. الأغلبية الساحقة من النشطاء بما في ذلك الذين أصبحوا لاحقا مناضلين ضد قحت، كانوا من القطيع. قلة قليلة كانت ما تزال تحتفظ بعقلها. لم يكن أحد يشك في أن “قحت” هي هبة السماء للسودان، ستشكل حكومة كفاءات مستقلة و هي لا تطمع في الحكم بالطبع، و كمية من لا حصر لها من الأوهام)
و في النهاية اتضح أن أحزاب قحت ليس كما قال ذو النون “ح تودينا الخور”، لكن تبين أنها هي الخور ذاته.
هنا صمت من صمت و تاب من تاب من القطيع، و لكن ما تبقى في القطيع كان الأكثر رعاعية بين النشطاء، و ظهر ما عُرف “بجداد حمدوك”، و أصبح لأول مرة هناك “جداد حكومي ثوري”. و استمر الوهم.
ثم ظهرت لجنة التمكين. و عارضناها من اليوم الأول، كونها لجنة مسيسة من البداية و بصلاحيات غير محدودة.
( و في هذه المرحلة أصبحنا كيزان عديل، و حرامية كمان في بعض الروايات. قطيع السلطة أصبح أكثر انحطاطا و سفالة في هذه المرحة، و برز رعاة قطيع جدد، كما تم تدجين أغلب قادة الرأي أيام الثورة ليصبحوا تابعين لأهواء القطيع)
و لكن في النهاية، و بعد التجربة. تبين أن لجنة التمكين لم تكن سوى جهاز حزبي بوليسي، و بدأت انتقادات هذه اللجنة تخرج من المعسكر الآخر.
ثلاثة مراحل جديرة بالتأمل، و هي رحلة لا أعرف هل أضحك أو أحزن حينما أتأملها. تجمع المهنين، قحت-حمدوك، لجنة التمكين، أكاذيب و أوهام ثورة ديسمبر، هذه الآلهة الزائفة التي لم ننخدع بها أبدا. فاتُهمنا بالكفر كما قال عمر سلام.
من المواقف المضحكة قبل يومين، واحد من شفع ثورة ديسمبر قال لي انت بتتكلم عن الاعتقال و أنا دخلت صفحتك و بحثت سنة 2010 ما لقيت أي أثر لكلمة “اعتقال”. الجنا دا ما عارف انو سنة 2010 كانت انتخابات، و قبلها كانت شراكة حكومة نيفاشا فيها ناس الحزب الشيوعي و ياسر عرمان و عبدالعزيز الحلو و عدد من أحزاب قحت الحالية. و لكن بعد 2010 و قبل ثورات الربيع العربي كنا في حزب المؤتمر الشعبي نعمل على إسقاط النظام بالثورة الشعبية، و بالفعل خرجنا في يناير 2011 و عملنا في إطار الحزب و خارج أُطر الحزب على اسقاط نظام البشير في وقت كان يُعتبر التظاهر في السوق العربي ضربا من الجنون ” في زول بقدر يقاوي الحكومة ؟”. زي الولد البقول ليك كنت وين دا غالبا بكون الوكت داك خايف الحكومة تسقط و يجو يحكموه “الغرابة” كما كان النظام يروج وقتها. و بمناسبة الاعتقال في 2010، أظن المؤتمر الشعبي هو الحزب الوحيد الذي كان عنده معتقلين في سجون النظام و في معتقلات جهاز الأمن حينها، حزب عضويته عملو محاولات انقلابية. الناس المعتقلين في المحاولات الانقلابية دي للضمان أكتر من عضوية حزب البعث و الحزب الشيوعي و حزب المؤتمر السوداني و معاهم وليدات التجمع الاتحادي الحسي عاملين فيها حاكمين البلد دي.
دحين يا جماعة أي زول مفروض يعرف حجمه و حدوده. و هذا منا للتذكير. مافي راجل ود مرة بقدر يزايد علينا لا زمان لا حسي. عارضنا نظام البشير بقوة و بجدية و بمسئولية، و عارضنا حزبنا ذاتو وكت ما عجبنا و طلعنا منه، و عارضنا قحت و ما انسقنا مع الأوهام أبدا، و ما كانت معارضتنا مجرد ركوب راس أبدا، كنا نفكر باستمرار و نطرح باستمرار ما نعتقد أنه الأوفق و الأصلح . و الأيام دائما أثبتت صحة مواقفنا، و نسأل الله السداد.
ولا نامت عين الجبناء و الرعاع
حليم عباس
حليم عباس
كلامك كلام رعاع
كل الفتن بدأها الشعبي
حرب الجنوب انفصال الجنوب وحلايب والفشقه والحركات المصلحة
طبعًا
كلها من رأس المؤتمر الشعبي يا عباس
هو يعني انت زول مشهور والناس متابعين نشاطك السياسي ومقالاتك وكدا !؟
سبحان الله !!!
الغريبة ما سمعت عنك ولا قريت ليك ولا شقتك إلا في موقع النيلين دا .