مرحباً بالعبور على ظهر لوري خرب!!
(0)
في عاميتنا السودانية السمحاء، يقولون ( اللوم يجى بالغفلات) وفصحاء العرب تقول (لا قيام للباطل إلا في غفلة الحق)، والمحلل السياسي والخبير الأمني الاستراتيجي بالمعاش، (YXZ)يقول لا قيام للعسكر إلا في غفلة المدنيين، فلو لا مسكنة وهوان المدنيين، وخضوعهم وركوعهم واستسلامهم للعسكر، لما استطاع العسكر الاستيلاء على السلطة، وتجيرها لصالحهم، فأصبحوا هم الممسكون والمتحكمون بمفاصل الدولة، والمسيرون لشئونها الداخلية والخارجية، كنت هنا أحدثكم عن الانقلاب العسكري الذي وقع في دولة مينامار الشقيقة، وكيف خطط ودبر العسكر، فانقلبوا على الحكم المدني، وذلك لكراهيتهم الواضحة لكل ماهو مدني، او ديمقراطي، فاحد التعلمجية وفي إحدى المعسكرات، قال لاحد المجندين من طلاب الثانوي، (الخروف يبيض، المعلومة دي صحيحة ولا عندك رأي؟) ولما كان الطالب (تفتيحة، ولديه معلومات عن أن أغلب كلام العسكر، صحيح وان لم يقبله العقل!!) فقال (معلوماتك صحيحة ياسعادتك)!!
(1)
وحسناً فعل الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس الوزراء، بالمناسبة هذا الرجل بارد برودة، الانجليز، فلما خرجت مواكب 30يونيو 2021تطالب بإسقاطه، لم يفعل كما فعل الثور الهائج في مستودع الخزف المخلوع البشير، فعندما طالب الشعب برحيل البشير، انتفش وانتفخ وتورمت جضومه، وامتلأت رئتاه بالهواء الساخن، فقال (الداير الحكم دا يقابلنا في الميدان، والزراعنا غير الله يجي بقلعنا) فلم يسير حمدوك على خطى المخلوع البشير، ولكنه وبكل برود، أخرج للناس مبادرته، والتي هي أشبه بالانقلاب الباااارد، على من يريدون ويؤيدون الإنقلابات العسكرية الساخنة، بل ويموتون عشقاً في (دبابير) العسكر، فقطع هذا الانقلاب البارد، دابر ورأس كل محاولة من العسكر للهيمنة المطلقة على السلطة.
(2)
وبعد هذه المبادرة، على العسكر أن يدركوا أن كل الطرق الملتوية، انسدت أمامهم، فلا انقلابات تقودهم الى الحكم، ولا تفويض من قبل شعب الثورة، بادارة شئون البلاد، وكم تمنيت، ولو مرة واحدة في العمر، ان يفكر العسكر في الدخول الى الحكم من أبوابه، فمرحلة دخول السلطة من ظهورها، قد انقرضت، وباب واحد فقط يسمح لك بتولي الحكم، وهو باب الديمقراطية، ومن أراد حكم البلاد من العسكريين، فعليه أن يخلع (بدلته) العسكرية، ويرتدي مايشاء من الازياء المدنية، ثم يترك وراءه صندوق الذخيرة الحية، ويذهب الى صندوق الاقتراع، فالانتخايات لها كلمة الفصل.
(3)
وإن نعبر بالسودان ولو على ظهر (لوري خرب) وإن طال بنا المسير، وأرهقنا بعد المسافة، ووصلنا الى الهدف بعد تعب وطول إنتظار، هو أفضل لنا من أن نعبر بالسودان، على ظهر(دبابة حديثة) توصلنا سريعاً الى الهدف، لكن مقابل، أن تمسك عليك قلمك ولا تكتب به (انقلاب ماف، ولا للتفويض) وتصغى لصوت المشير عبدالفتاح السيسي ومن شابهه، وهو يقول(اسمع الكلام، ماتسمعوش كلام حد غيري)!!.
طه مدثر
صحيفة الجريدة