تأمُلات ملف البروف لا يزال معلقاً
غريب أَمرنا في هذا السودان.
. فالحوادث الغامضة، خاصة التي تتضمن شخصيات معروفة أو مرموقة تحظى بكامل الاهتمام ويُحسم أمرها في أقصر فترة زمنية.
. أما عندنا فتُثار أي حادثة من هذا النوع لوقت قصير قبل أن يطويها النسيان وتتجاهلها الجهات المعنية.
. أليس غريباً بالله عليكم أن يظل لغز اختفاء أستاذ جامعي مثل بروف عمر هارون مثل السؤال الحائر لكل هذه السنوات الطويلة.
. كيف فات على القائمين على الأمر والجهات المعنية في هذا البلد أن للبروف عمر عائلة وأهل وطلاب وزملاء وأصدقاء من شحم ولحم ودم يهمهم أمره ولا يمكن أن يهدأ لهم بال إلا بعد أن يعرفوا مكانه، فجميعهم يتطلعون ويسألون المولى عز وجل ليل نهار أن يعيده لهم سالماً معافى.
. لكن المحزن أن الجهات المعنية تعاملت مع هذه القضية بلا مبالاة مستفزة ومُثيرة للحنق.
. ومع كل تغيير يجري هنا أو هناك نتعشم خيراً ونؤمل في تعامل مسئول مع هذا الملف الذي تلاعب به بعض مسئولي حكومة (الساقط) البشير، لكن ينتهي بنا الأمر لخذلان جديد.
. واليوم مع تعيين النائب العام الجديد مبارك محمود يستبشر كافة المهتمين بهذا الملف خيراً، سيما بعد أن خاطبه شقيق البروف عمر، الأستاذ علي هارون، فجاء رد السيد النائب العام مُبشراً وهو يقول لشقيق البروف ” ساوجه مكتبي بتوجيه الدعوه لك في قاعه النيابة ومعكم طلاب البروف والمعنيين والزملاء والأخ الصديق مولانا خالد”.
. فهل ستكتمل الحلقات ويجتمع مكتب النائب العام بالمعنيين بحادثة اختفاء بروف عمر بغية فتح الملف كاملاً وحسمه بشكل نهائي وصولاً لمكان اختفائه، أم أننا سندور في ذات الحلقة المفرغة مجدداً!!
. كل العشم أن تبدأ برسالة النائب العام لشقيق بروف عمر هارون الخطوات الجادة لحسم هذه القضية التي طال أمدها، الأمر الذي سبب أضراراً نفسية بالغة لعائلة البروف وأهله وطلابه وأصدقائه.
صحيفة التحرير