د. حسن التجاني يكتب: إرتخاء جلد جفن العين!!
* الكثيرون منا لايحبون أن يعرفوا أعمارهم أو يسألون عنها.. شيء طبيعي موجود في الإنسان بالفطرة لأن الكبر في العمر إشارة من إشارات المغادرة للدنيا بالفهم العام وكلما كبر الإنسان في سنه أي عمره قصرت أيامه وهذا أمر طبيعي وجبال الكحل تفنيها (المراويد) وكثرة المال تفنيه السنين دوام الحال من المحال سبحان من له الدوام …والدنا رحمة الله تغشاه كان يردد ذلك كثيراً لأنه كان مؤمناً بأن الحياة لا تدوم وكان يسميها عليه الرحمة إنها (دار زوال) بمعنى لا يبقى عليها أحد.
* من هذا المنطلق يجب أن نكون أكثر قناعة بأننا مغادرون ولو بعد حين ..وبهذا يجب أن نعمل ونعد الزاد لهذه المغادرة التي لا رجعة فيها أو منها وزادها بسيط مخافة الله في خلقه والحفاظ على عبادته حيث يقول تعالى في معنى الآية وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون أو في ما معناه أن الله خلقنا لنعبده بالشكر على جزيل نعمه بأنه منّ علينا بعمر كاف نعبده فيه وننال من متع الدنيا التي وهبها لنا بخيراتها ومنحنا العقل لتدبيرها بكل أشيائها …يجب أن نشكره والشكر عبادة والحمد عبادة والصلاة عبادة والدعاء عبادة وكل أمور العبادة واضحة.
* لكنا لا نحب أن نغادر الدنيا لعالم آخر مكانه كلنا نعلمه تحت التراب…ولكن الذي يدفن منا الجسد الميت لكن أين تذهب الروح علمها أيضاً عند الله هو الذي خلقها يدبر أمرها …لكن كل هذه القناعات بالموت ونهاية الحياة نحن لا نحبها والله وعد بالقيامة والحساب والعقاب والجنة والنار ولكنا نريد البقاء في الدنيا كثيراً ونريد ونحب أن تقوم القيامة ونحن أول المغادرين فيها المهم لا نبقى كثيراً تحت التراب …وأيضاً في بعضنا لا نقتنع بأن لكل أجل كتاب وأن الموت حق ونحن نؤمن بذلك ولكن لا نأتيه سلوكاً طيباً ينجينا من كل ما علمنا به من آخرة قادمة لا محال.
* وسر تمسكنا بالحياة ومهما نتجمل فيها ونجهد النفس بالتجديد يظل العمر في تناقص سريع ومريب ومخيف ولكن يأتي النسيان الذي جعله الله رحمة للناس
وجاءت الآيات و السنن بالسهو في الصلاة وهكذا، لكن تبقى الحقيقة أن العمر محدد ولكنه في تناقص والسر الإلهي أن الله لم يخبر أحداً مهما كان بنهاية عمره وإلا إنقلبت موازين الحياة فهو يأتيك لا محال ولو كنت في بروج مشيدة يدركك الموت.
* لكن للحقيقة نقول الموت حار والفراق حار والوداع مرير لكنه بجد أمر محسوم عند الله الخالق الواحد…لذا تحسسوا أعماركم بأشياء أنتم تتجاهلونها وتعلمونها ولكن تعملون (طاشين) لكن مهمة تحسسوا جلد رقباتكم فلو أصبح ليناً خفيفاً حين مسكه كجلد الفأر يتكرفس ويرجع زي ورقة العملة حين كرفستها وفكها تتفكك ببط لتعود بعد فترة لطبيعتها أعلموا حينها أن (اللذيذ خلص) والله جد.
أيضاً تحسسوا جلد جفن العين لو جريته وإتكرفس وملمسه بقى ناعم أعلم أنها علامات المغادرة ..والعوينات إرتخي عليها الجفن استعد يا صحبي فجلد الرقبة وجلد جفن العين لا يكذبان..وسبحان الله مهما عملت عمليات تجميل جراحية لكل الجسم من شد ومد وتصغير وتكبير ونفخ وسحب لا تستطيع للرقبة وصولاً أو علاجاً وللا العينين
بس عاينوا رقابكم
وجلد جفون العين هي الوحيدة التي تطهر فيها عمليات الكبر دون أن يمسها طبيب جراح لمعالجة ما حل بها…. وهي لعلمي علامات طيبة تجعلك تراجع نفسك قبل فوات الآوان لو كنا نتعظ ونفهم وندرك .
* الوحيد الذي لا يمكن علاجه من الأمراض هو الكبر بعلاماته هذه …لكن هذا لا يعني أن نموت …بل يجب علينا أن لا نتناسى هذه اللحظات ولا ننسى كذلك أنفسنا من حظ الدنيا ونعيمها الزائل.
عيشوا طبيعيين ولا تنسوا أنفسكم من الجمال فالله يحب الجمال فكيف عباده لا يعشقون.
صحيفة الانتباهة