مقالات متنوعة

التعليم نهضة الامم


من بداية الخلق لم يتوقف الانسان عن التعليم والتعلم، اذ ان الانسان الاول في العصر القديم كان يكتشف ويتعلم عن مقومات الحياة الاولى من طعام وملبس ومأوى وظل يطور ويتطور في ذلك الى اليوم، لذلك كانت الاية الاولى في القرآن وأول امر ان ( أقرا) ويعلم الله ان الرسول لا يقرأ ولا ينحصر دوما التعليم في الاكاديميات ولكن المعنى فضفاض وواسع يشمل كل مناحي الحياة.

التعليم في السودان وتغيير المناهج

ولأهمية التعليم القصوى كان لابد للسودان من اتخاذ الاجراءات المناسبة لضمان جودة التعليم والتي شرعت فيها الحكومة عبر دواوينها المتخصصة في تنقيح وتقنين المناهج من الافكار المجدولة والاجندات السياسة والعبء الملقى على اكتاف ابنائنا الذين هم بين سندان الوزن الهائل للكتب ومطرقة المعلومات الجانبية الكثيرة في كل درس
تنقيح تلك المناهج وتغييرها بما لا يمس جوهر العملية التعليمية في اصلها من تحريف للافكار هو المخرج الوحيد للدولة من عزلتها الدولية والتي بدأت بعزلة اقتصادية، واستمرت لنواحي اخرى علمية منها وحتى سياحية لضعف خطط التنمية وعدم وجود بنية تحتية تدعم الدولة لعدم وجود كفاءات حقيقية تدير البلد من مهندسين وحتى عمالة

معوقات العام الدراسي الجديد ومشاكل التعليم

كما يعلم الجميع التحديات التي مر بها السودان هذا العام والذي يليه من قبل من احداث الثورة المجيدة والتي وُلد معها النور في السودان لأمل جديد لغد مشرق بإذنه تعالى ألا رحم الله شهدائه، ثم الكارثة البيئية والتي اسفر عنها تهدم جزء كبير من المدارس الحكومية والخاصة مما هدد بداية العام ثم من بينهما كانت جائحة كورونا والتي صبت جام غضبها على العالم اجمع وكان للسودان منها نصيب الاسد نسبة لضعف السودان مسبقا بمروره بعدة تحديات اخرى كان اقلها تلك الجائحة.

المدارس الخاصة والزيادة في الرسوم

من الواضح جدا ان بعض المدارس الخاصة تعتبر من العملية التعليمية فرصة تجارية ترى في الربح بمنظور الشركات الاستثمارية دون تعاطف ولا حتى احترام المادة المقدمة والتي هي مادة تربوية رسالة ربانية يفسدها الطمع، فكانت الزيادات في الرسوم بنسبة كبيرة وصلت الى ٢٠٠ في المية مما كان له اثر كبير في الحياة الاقتصادية للطبقة البسيطة الذين هم بين مطرقة وسندان الرسوم العالية للمدارس الخاصة وعدم توفر مدرسة حكومية قريبة وإرتفاع أجرة التراحيل من والى المدرسة.
تلك الزيادة لها أثرها العميق جدا في المجتمع والذي يتعدى فقط التعليم حيث انه يرفع من مستوى البطالة في الدولة والتي بدورها يفرز تشوهات تتسبب في آثار جانبية تعود بأثرها على الدولة بأكملها في عملية متسلسلة تجعل من الشباب الواعد ليتحول وينحرف الى مستنقعات الادمان والجريمة ثم السرقة والنهب والذي يعطل دولاب الدولة وينتج مجتمع مستهلك منقسم طبقيا تقبع في نهاية الامر بالدولة في آخر صفوف الدول.

تبادل الدعم لتجاوز الازمة

مرور الدولة بتحدي الفترة الانتقالية والحتمي فيها عدم استقرار الدولة اقتصاديا وامنيا، تواجه المدارس ايضا تلك التحديات بصورة اخرى تتمثل في زيادة متطلبات الحياة بما يتناسب طرديا و غلاء المعيشة والذي يتمثل واقعا في عدم وجود الخبز والتراحيل من والى المدارس لذلك ولعلم الجميع يجب ان يتضافر مجهود البيت والمدرسة لضمان مرور هذا العام خائضين كل التحديات وليست غريبة علينا كسودانيين المرور بمثل تلك التحديات من قبل ومن بعد وما يساعدنا دوما كرم وطيبة اهلنا في السودان.

يجب على المدارس ان تقوم بالاسناد الاكاديمي والنفسي للتلاميذ للمرور بسلام من جائحة كورونا بالتباعد الاجتماعي وضرورة الالتزام بنصائح وزارة الصحة وضمان تدفق العملية التعليمية وتوفير بيئة مدرسة ملائمة ومناسبة للعملية التعليمية وذلك بالدعم والتعاون من الاسرة بتوفير الكمامات ومتابعة الابناء اكاديميا والتواصل مع المدرسة وعدم ترك المسؤولية برمتها للمدرسة لنعبر بالدولة من منحدر زلق كان لابد من نزوله ليكون لأرتفاعنا فيما بعد معنى

ختاما
تحية لكل معلم في بلادي ينكوي بنار الغلاء مقارنة بمرتبه الذي هو اقل من عامل اليومية، تحية لمن يتكبد المشقة ليعبر المسافات ليكون حاضرا امام تلاميذه مبتسما وفي داخله بركان من الالم، تحية لمعلمي بلادي الذين حرموا من اقل حقوقهم من تأمين صحي ودعم اجتماعي وما زالوا في الخدمة ليكونو قدوة لجيل كان لابد لينهض ويكون للوعي فيه اثر لنسترد كرامة كانت تحت غبار الزمن الذي اجحف علينا طويلا والذي اطفأ فينا روح امتزنا بها عن سائر الامم فليعش السودان دوما شامخا وابيا معطاءً يصدر العلم للشعوب معلما

أحمد حسن عثمان احمد

صحيفة الانتباهة