الغالي شقيفات يكتب : طَريق الصّادرات
غادرت الخرطوم براً، مُتّجهاً إلى الفاشر قبيل عيد الأضحى المُبارك بسيارة لاندكروزر GXR 2021 عن طريق تنمية الصادرات، انطلاقاً من سُوق المويلح بغرب أمدرمان، مُروراً ببارا والأبيض.
وفي مثل هذا التوقيت من العام الماضي أي في شهر يوليو 2020، كنت قادماً من الفاشر بهذا الطريق وكانت رحلة صعبة ومُرهقة ومُكلّفة اقتصادياً لأصحاب السيارات والركاب، حيث كان الطريق مُقّطعاً ومُهملاً جداً، ويومها في طريق عودتي من الفاشر كنت أحمل ركاباً في سيارتي، وتعطلت العربة نتيجة للشارع “الكعب” والردئ والخريف، وثمن الصيانة أكثر من إيراد الركاب البالغ ستين ألفاً العام الماضي وأكيد كثيرٌ مثلي تضرّر من الطريق في وقتهم ومالهم، ولكن بجهود الوزير الجديد عبد الله شطة قد تمّت صيانة الطريق بين “المويلح – بارا – الأبيض”، ولكن لا يزال الطريق بين الأبيض – الخوي والنهود في أسوأ حالاته، حيث الحُفر والمطبات وتوقُّف أعمال الصيانة والمراجعة وعدم المتابعة والمسؤولية واضحٌ جداً، ولا تزال الحوادث تتكرّر بصورة شبه يومية في خور وادي الزرقة، بين أم كدادة وود بندا، وهذا الكوبري يحتاج إلى مراجعة عاجلة وهو غرب ود بندا مُباشرةً.
ومطلوبٌ من السيد الوزير عبد الله يحيى زيارة ميدانية مرةً أخرى لطريق الإنقاذ الغربي، والعمل في صيانة الطريق لأنّه أصبح طريقاً أمنياً وقارياً, حيث يربط السودان بغرب أفريقيا ودول الجوار، وعلى سكان ولاية شمال كردفان خاصةً أهل المبادر وسودري وحمرة الشيخ وحمرة الوز المُطالبة بطريق يربطهم بأمدرمان، وعندها الزميل حسن محمد صالح يستطيع المُعايدة في بادية الكبابيش، ومشروع السرحة والختامية، والشيخ بن عمر ود نابري، يصلي في المنشية، وتلك المناطق تُعاني من تهميشٍ تنموي وسياسي واجتماعي، إلا أنّ صوت المُطالب ضعيفٌ، وإذا ذهبت إلى أم بطيطيخ أو أم قوزين تجد مُعاناة الحصول على مياه الشرب تتحدّث عن نفسها!
وهذا الطريق هو الوحيد الذي يربط مدينة الخرطوم عاصمة دولة السودان بدارفور، وقد اكتمل الربط البري بين الفاشر والخرطوم في شهر نوفمبر العام 2014م، وطول الطريق كلياً 1280 كلم وبدأ التنفيذ الفعلي له في بداية العام 1995م، وسبق أن اُفتتح القطاع الأول من الأبيض وحتى النهود بطول 170 كلم، ولا يزال الطريق يحتاج إلى الكوبري والمزلقانات والحمايات الجانبية وعلامات المرور.
ما كتبناه جزءٌ بسيطٌ مما شاهدناه من إهمال وتقصير في الطريق الأهم بالسودان.. نأمل أن يجد الاهتمام.
صحيفة الصيحة