مقالات متنوعة

هاجر سليمان تكتب: (الجيش).. رحلة البحث عن هدف


لم يكن الجيش على مر تاريخه العسكرى بكافة بلدان العالم جهة تسعى للانفتاح على المجتمع، وذلك نسبة لطبيعة عمل الجيش التى يبدو لى انها تفلتت من مخيلة قادة جيشنا، فليس من اهداف الجيش ان يعمل على توطيد العلاقات مع الاعلام او المواطن، لاسيما ان ما جرت عليه العادة على مستوى العالم ويسعى الجيش لتغييره الآن، هو ان الجيش يخوض المعارك ويذود عن حمى الوطن ويحمى الثغور، ثم يخرج ناطقه الرسمي بصفة دورية راتبة ليعلن للملأ ما دار بالمعارك وينقل للمواطن ما حدث بسوح الوغى، ولكم فى العميد تركى المالكى اسوة حسنة يجب ان تتعلموا منها اسس التعامل مع اجهزة الاعلام والجمهور.

الجيش لم يكن على مر التاريخ ذا صلة بالمجتمع الا من منطلق مناطق الحروب، ومهمته هنالك تكون مهمة انسانية تهدف لحماية المدنيين بدفع الخطر عنهم، اما الجهات النظامية مثل الشرطة والامن وغيرها فهى الاحوج للجمهور ولوسائل الاعلام المختلفة للتعريف ببرامجها واطلاع المواطنين على الاساليب الاجرامية وتقديم التوعية المطلوبة والانذار المبكر، فطبيعة عمل الشرطة وخططها لا تنجح الا من خلال الاعلام والنشر على اوسع نطاق لما لها من ارتباط وثيق بالامر.

ان الجيش بحاجة لناطق رسمي مؤهل لتوحيد قنوات التصريحات الاعلامية وليس تجاهلها، اما رحلة البحث عن رضاء الجمهور وتوطيد العلاقات مع المجتمع وتحسين الصورة الذهنية فهذا ليس من مطلوبات الجيش، كما انه لا ينبغى عليه ان يسعى للبحث عن هدف يضلله عن هدفه السامي فى حماية حدود البلاد وخوض المعارك مع اعداء البلاد ممن هم فى دول الجوار وغيرهم.

ويجب على البرهان واركان حربه الا يبحثوا عن متكأ لهم بين الشعب ومنفذ يدخلهم الى المجتمع بحجة تغيير المفاهيم واساليب التعامل، لأن العلاقة فى الاخير هى علاقة تكاملية، فالجيش والشرطة والامن جهات نظامية تعتبر الاساس لاية دولة قائمة على وجه الارض، اذ تفشل الدول فى الحفاظ على سيادتها متى ما فشلت فى تكوين جيشها وتقويته، لذلك على البرهان وزمرته ان يعملوا على تقويته بتحسين فرص العمل وتحسين العوائد والامتيازات وترسيخ مفهوم الوطن والوطنية لدى قواته للذود عن حمى الوطن وهو احد اهم مهامه.

وكما اسلفنا فإن الجيش هو اساس حماية حدود الوطن، والشرطة هى اساس حماية المدنيين بالمدن وتقديم الخدمات للجمهور، بجانب ارساء قواعد الدولة المدنية واقامة دولة القانون والحقوق وضمان انفاذ القانون. اما الامن فله دور محورى فى حفظ المجتمع من المهددات الامنية وحفظ البلاد من الاختراق الدولى ومحاربة الظواهر السالبة التى قد تؤثر سلباً فى المجتمع ومكوناته، لذلك عزيزى البرهان باعتبارك القائد الاعلى للجيش واركان حربك ابتداءً من وزير الدفاع وحتى ضباط ادارة الاعلام لديكم، نقولها لكم بالفم الممتلئ، ليس مطلوباً منكم ارتداء ازياء غيركم واللهث وراء كسب رهان الجمهور وتعاطفه واستدرار عطفه ووده لانفاذ بعض الاجندات.

صحيفة الانتباهة