شمائل النور تكتب: التشريعي.. فرصة تتبدد.!
لم يتبق إلا أيام وتنتهي المهلة التي حددها مجلس الشركاء بانعقاد أولى جلسات المجلس التشريعي المقرر لها السابع عشر من أغسطس.
آخر ما نقلته الصحافة بشأن تشكيل المجلس التشريعي، هناك خمس ولايات تعاني انقسامات مما تعذر الدفع بقوائم مرشحين متفق عليها، وهذا الوضع ظل لفترة طويلة دون اختراق، كما أن مسألة الهيكل لم تناقش ثم متلازمة القوى السياسية حول (الحصص) والرئاسة ربما يقود إلى المزيد من التأخير.
لكن قبل كل هذا…هل في المجلس التشريعي فرصة لإصلاح ما أفسدته المجموعة الحاكمة، العسكرية والمدنية أم سوف يكون عبئاً مالياً وسياسياً.؟
حماس دافق كان يدفع كثيرين لاستعجال تشكيل المجلس التشريعي باعتباره آخر فرصة لوضع قطار الثورة في مساره، لكن الأداء الذي قدمته الحكومة بشقيها لا يبشر بهذه الفرصة، عطفاً على تنازعات الحرية والتغيير التي انقسمت على نفسها ودخل بعضها في تحالفات ضد بعضها.
التشريعي لن يخرج عن كونه كيكة وكلٌّ يريد أن يأخذ نصيبه وفقاً لتصورات حجمه وسط الجماهير أو قواته المسلحة ابتداءً من عدد المقاعد وانتهاءً بالرئاسة، وبالتالي فإنه بهذه الصيغة التي تشبه تماماً تشكيلة الحكومة وتشبه كذلك طبيعة الشراكة لن يمثل أي فرصة في اتجاه تحقيق مطالب الثورة، بل سوف يتحول إلى ساحة صراع وتنازع بين المدنيين والعسكريين والمدنيين والمدنيين والعسكريين والعسكريين.
منذ إعلان الحكومة الانتقالية التي لم تحقق إنجازاً يذكر في أهم الملفات وأكثرها إلحاحاً كانت هناك حاجة شديدة لآلية أو جسم ثوري يضع الحكومة على الدوام تحت المنظار والرقابة والمحاسبة.
هذا الجسم لم يُولد وكانت مواكب لجان المقاومة على الدوام هي البديل وحتى وقت قريب قبل أن تنقسم في مواقفها تجاه الحكومة الانتقالية بين دعاة إسقاط ودعاة تصحيح مسار.
وربما أكثر قضية وجدت التفافاً حولها هي قضية العدالة وحجم المواكب التي خرجت للضغط على الحكومة لإنجاز ملف العدالة كانت هي الأكبر على الإطلاق، لكن ومع هذا الضغط لا تستجيب الحكومة، بل تراوغ وتحاول اللعب على عامل الزمن.
هذا الضغط كان من الممكن أن يقوم به المجلس التشريعي في وضع طبيعي، لكن مع الانقسام الذي لحق بكل المكونات وتفضيل بعضها القبول بهذا الوضع المعوج فلا تعويل عليه.
البديل أن يستعيد الشارع قوته وتنظيمه وأن تخرج قوى منظمة من رحمه خالية من تأثير الأحزاب والمكونات العسكرية والمخابرات الإقليمية التي طالت يدها بعض قوى الثورة.
صحيفة اليوم التالي