نصر رضوان يكتب: انا الشعب والشعب انا
هناك فئة من الاشخاص يحتكرون كل شئ بعد الثورة ويدعون بانهم وحدهم هم المفوضون من الشعب للقيام بكل شئ من تشريع وتنفيذ واصدار احكام القضاء وغير ذلك مما يؤدى الى الخلط بين السلطات وممارسة اسؤا انواع ( الدكتاتورية الناعمة ) المخبأة وراء الضحكات الخبيثة ودعوات التسويف والماطلة وانتقاء كل ما يعجبها من مهام التنصل عن الفشل فى تنفيذ اهم المطالب التى كانت هى اسباب الثورة التى قام بها الشعب على الحكومة السابقة .
غدا يوم 18 اغسطس هو الموعد الذى تم تحديده لانعقاد اول جلسة للمجلس التشريعى ،وحتى هذه الساعة لم نعرف شئ عن عدم الايفاء بذلك الموعد الذى يعتبر الموعد الرابع الذى حدد ولم يتم احترامه مع ان الوثيقة الدستورية جزمت بان اكتمال المجلس كان سيتم بعد ثلاثة اشهر فقط من يوم التوقيع على الوثيقة ،اى قبل حوالى سنتين من تاريخ يومنا هذا ، والسؤال هنا هو لماذا يتم كل مرة التنصل من تكوين المجلس لدرجة ان الاخ د.حمدوك قال فى مؤتمره الصحفى الاخير ان تكوين المجلس التشريعى ليس من مسئوليات حكومته التنفيذية ،فمسئولية من هو اذن ؟ ولماذا ينشط الجهاز التنفيذى فى التشريع ويقوم الاخ وزير العدل بالقيام فى الخفاء بدور المجلس التشريعى وسن قوانين كلها سيعاد النظر فيها فور انعقاد جلسات المجلس التشريعى ؟
بالنظر الى اللجنة التى شكلها الاخ د.حمدوك لمتابعة ما اسماها ( مبادرته ) ومع احترامنا للشخصيات التى قام بتسميتها الاخ مستشار د.حمدوك للاعلام ، ولم يذكر ما هى وظيفة اولئك الاشخاص ولا تلك اللجنة، ولا ماهى اولويات مهامها ،وما هو الجديد الذى يمكن ان تضيفه ،ولماذا خلت من اسماء شباب التكنوقراط ؟
فى اعتقادى ان امور بلادنا تذهب فى مسار غير صحيح ولا شفاف وان هناك خلافات متجذرة وكيد مخبؤ تتم ممارسته بادعاء ان هناك شراكة متميزه بين من يحتكرون ادارة المسرح السياسى ويدعون ان بينهم توافق ( مثالى ونموذجى كما يكرر ذلك دوما د.حمدوك ) وذلك غير صحيح على الاطلاق واتضح ذلك فورا باعتذار الكثيرين من الشخصيات المختارة لتلك اللجنة عن المشاركة لخبراتهم المسبقة عن اهداف المستشار الذى قام بوضع تلك القائمة والذى استعان به د.حمدوك مؤخرا لتنفيذ اغراض محددة .
خلاصة قولى هو ان حقوق الثوار فى تكوين مؤسسات الدولة لابد ان تعاد لهم فورا ولابد ان يتنحى كل الذين يدعون انهم هم وحدهم من فوضهم الشعب فتلك الادعاءات الكاذبة هى التى خربت مسار الثورة وجعلتنا حتى الان نتوه فى فوضى لن نتخلص منها ما لم نسلم مقاليد هذه الثورة لاهلها ليديروها وفقا لارادة الشعب ووفقا لاولوياته .
لقد كانت اولويات هذه الثورة هى ( عيش٫ عدالة اجتماعية٫ حرية ،سلام ) وحتى الان لم يتحقق المطلب الاول منها وليس هناك مؤشرات او خطط تشير الى ان الجهاز التنفيذى جاد فى تحقيقة بل من المؤسف ان نقول ان الجهاز التنفيذى تخلى عنه ورمى به الى الجيش الذى اصبح هو من يهتم بتوفير معايش الناس و يقوم بنتفيذ مشروعات الامن الغذائى فى الفشقة فى حين ان يذهب د.حمدوك الى هناك متفرجا ومدعوا من الجيش ؟
لو مكثنا على هذا المنوال دهرا فلن نتقدم خطوة للامام بل سنرجع للخلف دوما عشرات السنين ولذلك وجب علينا ان نغير مسار الحكم باختيار قيادات جديدة تفهم استراتيجيات المرحلة وتنفذ اولوياتها وفق ما هو متاح ووفق خطط معلنة مقنعة للشعب .
اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب
لينكدإن Tumblr بينتيريست واتساب تيلقرام ڤايبر مشاركة عبر البريد طباعة
صحيفة الانتباهة