يوسف السندي يكتب تراتيل المسار إلى الوطن المثال
غاية العملية السياسية هي الحفاظ على هوية وجغرافيا الوطن و تحقيق العيش الكريم للمواطنين، اي إخلال بهذه الغايات هو إخلال بالعملية السياسية ونسف لغاياتها العليا.
الاحزاب السياسية هي تنظيمات جماهيرية مفتوحة لكل المواطنين السودانيين، كون ان بعض هذه الأحزاب صفوية ومغلقة دون الجماهير، هذا يعني انها ليست أحزاب سياسية وإنما تنظيمات شمولية إقصائية يجب محاربتها.
المزيج التاريخي السوداني الضارب الجذور في هذه الأرض من لدن ممالك النوبة العريقة مرورا بدولة سنار والممالك الإسلامية في شمال ووسط و شرق وغرب البلاد وصولا إلى الوحدة السودانية العظيمة في ظل الثورة المهدية، هو المعين السياسي الحقيقي الذي يعبر عن قدرة السودانيين تاريخيا على تنظيم انفسهم وتوحيدها واحداث التغيير وتحقيق الانتصارات، إستنهاض هذه الروح التاريخية في الأمة السودانية من أجل الاصطفاف الموحد لتحقيق الغايات الوطنية في النهضة الاقتصادية و السلام والديمقراطية هي مسؤلية القيادة، محاربة القيادة لهذا المعين او تجاهله يعني تجاهل حقيقة هذا الشعب وسره التاريخي البازخ في الشرف والبطولة.
تأسيس الانتقال الراهن يجب أن يستند على وعي الجماهير بذات الوطن وعلى تمجيد هذه الأرض البكر وتعظيم تاريخ الآباء والاجداد السمر، التاريخ الذي كتبته عبر الازمان والدهور اجيال مختلفة من الرجال والنساء السودانيين الذين عركتهم تجارب النضال وجلت معدنهم مواقف التضحيات.
العمل المشترك داخل قوى الانتقال الثوري يجب أن لا يصاب باليأس من إمكانية بناء نسيج وطني متجانس لا مكان فيه لقيادة الفرد أو هيمنة القيادة، كل الذين شاركوا في الثورة ثوار، وكل الذين يسكنون في هذه الخريطة سودانيين، الفيصل بين الجميع القانون والجماهير.
المسعى التاريخي الطويل للشعب السوداني من اجل بناء أمة سودانية موحدة ووطن حر، لا يجب ان تعيقه أحلام الانفصاليين الجدد ودهاقنتهم، ولا يجب أن يتراجع تحت ضغط الايدولوجيين وأجندتهم الغريبة عن الشعب ومزاجه السوداني الاصلي.
إكمال الفترة الانتقالية في موعدها وإجراء انتخابات تعددية ديمقراطية وقيام حكومة وطنية منتخبة، يجب أن يكون هذا هو المسار المحفوظ لدى الجميع والمكتوب بنار الوطنية فوق القلوب والصدور والجباه، فإن غد الديمقراطية الاخضر قادم مهما ادلهمت الليالي وتنوعت صروفها المانعة.
صحيفة السوداني