د ناهد قرناص تكتب : هات يا زمن
بخيت الذي يبيع لنا الحليب الطازج ..دخلت معه في جدال صباح اليوم ..لانه بادرني بان سعر اللبن سيزيد ابتداءا من السبت القادم ..(ليه يا البخيت ؟ مش قبل اسبوعين السعر زاد برضو ؟ )..قال لي (اي حاجة زائدة ..بقت علي اللبن ) ..والله يا بخيت (نضمت)..اي حاجة زائدة فعلا ..لكن ليه ما نعرف ..في وقت مضى كانوا يعللون ذلك بالدولار وتذبذب سعره ..اها (الخواجة ليهو زمن ثابت) ..بعدين ايش دخل الدولار في سعر اللبن ؟ ..لم يجب على سؤالي ..انما ضرب حماره وسار في طريقه لا يلوي على شئ
لا اعرف ما هو الرابط ..لكني تذكرت جدالي مع بخيت وسعر اللبن الذي يزيد مع كل اسبوع ..عندما راسلتني احدى الصديقات الاسفيريات تشكو من اسعار المدارس ..قالت لي (يا دكتورة ..نعمل شنو في المدارس ؟ اولادي تلاتة ..لما مشينا نسجل اصغر واحد في المدرسة حقت اخوانه ..طلعت الرسوم حقتو 150 الف ..واخوانه كل واحد رسومه زادت اكثر من 100% من السنة الفاتت …ما عارفين نسوي شنو مع المدارس البقت تزيد سعرها كل سنة دي ) ..
الحق يقال لا افهم فكرة زيادة الرسوم هذه وتغييرها كل عام حتى للطلاب المقبولين سلفا ..ولا ادري على اي اساس تقبل ادارة التعليم الخاص هذه (الهرجلة) في موضوع الرسوم واختلاف كل مدرسة واختلاقها اسعار حسب وجهة نظرها الخاصة دون مراعاة لظروف الاسر خاصة ذات الدخل (المهدود) ..التعليم الخاص وقبلنا به على مضض في بدايته ..لانه كان يحل مشكلة استعياب الطلاب الذي لم يسعفهم الحظ في الدخول للمدارس الحكومية ..لكنه صار يتمدد شيئا فشيئا حتى انطبق عليه المثل (جابو الزمان وعجبو المكان ) ..تنوعت المدارس واختلفت لهجاتها والوانها ….وتمايزت اسعارها حتى صار القبول لبعضها لا يلقاه الا ذو حظ عظيم …(عيني باردة )
الى من يمكن ان يرفع الناس مظلمتهم ؟ لا يوجد وزير للتعليم العام حتى تاريخه ..لكن نأمل خيرا في ادارة التعليم الخاص ..على الاقل استصدار قانون يثبت الرسوم للطالب عند القبول الأول ليتخرج بذات الرسوم في نهاية المرحلة كما هو معمول به في التعليم العالي ..لتصير الزيادة فقط للمقبولين في السنة الاولى بداية المرحلة ..لكن ان تتغير الرسوم لكل طالب مع بداية كل عام دراسي ..هذا ما لم نسمع به في اي مكان في العالم .
الشئ الغريب ان هذه المدارس لا تضيف شيئا لخدماتها حين تزيد الرسوم ولا تعطي تفسيرا للزيادة ..حكى لي احدهم ان مدرسة تطالب بدفع القيمة بالدولار …ولا تملك مولدا كهربائيا ..ويموت التلاميذ بالحر عند انقطاع التيار الكهربائي ..رغم ان رسوم تلميذ واحد تمكنهم من تغطية نفقات المولد ….فتأمل
اما الحنينة السكرة مدارس الحكومة ..تلك قصة اخرى ..فمبانيها المتهالكة التي اكل عليها الدهر وشرب ..لا بواكي لها ..والناس تتداول قصة الشرطي الشجاع الذي انقذ الطالب بعد انهيار دورة المياه به ..وبس خلاص ..لا احد يفكر في ترميم تلك الجدران ولا بناء دورات مياه صالحة للاستخدام الآدمي …دعك من دعم الكتب وطباعتها.
يا من بيدهم الامر في شان التعليم ..دونكم المنظمات الدولية ..يمكنها دعم تاهيل وترميم المدارس الحكومية ..يمكنها كذلك دعم طباعة الكتب والمناهج ..اطرحوا برامج مثل هذه ..ارفعوا مقترحات وخطط لبناء مدارس في الضواحي وطرف المدائن ..عل ذلك يساهم في تقليل المنصرفات ..مما يجعل الحياة أسهل ..علينا وعلى بخيت الذي يزايد في سعر اللبن كل اسبوع.
صحيفة الجريدة