شمائل النور تكتب أخيراً.. تعداد سكاني.!
بعد أكثر من ١٢ عاماً، من المقرر أن ينفذ السودان تعداداً سكانياً وزراعياً شاملاً ٢٠٢١ – ٢٠٢٤، وفقا لما أعلنه مجلس الوزراء، وبميزانية قدرها 173 مليون دولار، منها 99.931 مليون دولار للتعداد السكاني و72.374 مليون دولار للزراعي.
معلوم أن آخر تعداد أُجري عام ٢٠٠٨ قبل انتخابات ٢٠١٠، وهذا التعداد بالضرورة تعقبه انتخابات، ومن هذه اللحظة ينبغي أن يضع الجميع قضية الانتخابات نصب أعينهم.
وبعيداً عن الانتخابات. هذا التعداد تحتاجه البلاد كبيانات أساسية لأي عملية تخطيط. واحدة من أبرز أزمات البلاد التي لا تبارح مكانها هي غياب التخطيط الإستراتيجي وهذا مرده ليس فقط غياب الرؤية أو العقول المخططة، بل أيضاً غياب البيانات والمعلومات الحقيقية الحديثة.
قبل فترة أعلنت وزارة المالية إنشاء وكالة للتخطيط الاقتصادي لتتولى مهام وضع الخطط الاقتصادية والسياسية والتحليل الاقتصادي.
هذه الخطوة جاءت متأخرة، لكن تمثل الخطوة الأولى باتجاه النهوض بالاقتصاد، لكن المؤكد أنها سوف تتعثر بسبب أنه لا بيانات حديثة.
هو الحال في السودان؛ مؤسسات التخطيط الاستراتيجي في العهد السابق كانت من أضعف المؤسسات وأفقرها، ببساطة لأن الدولة نفسها تعمل بلا تخطيط ولا توليه أدنى اهتمام، وهذا يؤكده غياب البيانات والأرقام والمعلومات من الأرض.
وفي كثير من الأحيان، حتى الجهة التي تستطيع أن توفر معلومات أو بيانات تستخدمها مصدر قوة لصالحها وتبخل بها.
الجهاز المركزي للإحصاء، مرتبط عندنا بمعدل التضخم الشهري الراتب الذي يصدره بشكل مستمر.
العام الماضي بدأت وزارة الصناعة والتجارة عملية مسح صناعي، لكن لم يتم إعلان أي نتائج. التخطيط رهين بوجود قاعدة بيانات واسعة ومحدثة وهذا سيوفره التعداد السكاني والزراعي.
نحن فعلياً نحتاج إلى أن نضع التخطيط في مقدمة مشاريع الحكومة. غياب التخطيط هو العامل الرئيسي في الخسارة وفقدان الموارد وإهدار الفرص، ووجود خطط واضحة مبنية على إحصائيات رسمية تمثل العامل الرئيسي في جذب مشاريع الاستثمار وجذب روؤس الأموال.
طيلة السنوات الماضية وعلى نحو خاص، السنوات الأخيرة، كان التخبط والارتباك عنواناً لكل مشروعات الحكومة التي تنتهي بالفشل، صحيح أن الفساد المستشري كان يقتل أي مشروع، لكن مع ذلك فإن غياب التخطيط والعمل بدون خطة هو سبب رئيسي في فقدان الفرص وتكرار الأخطاء.
التخطيط الاستراتيجي ليس نزهة، هو أساس نجاح أي مشروع، وبدون تخطيط فإن كل جهد يذهب هباءً منثوراً.
صحيفة السوداني