محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب الإعلان عن ساعة الصفر للإنقلاب القادم

(1)
• في كل دول العالم (الانقلابات العسكرية) تتم في (سرية تامة)، وتنفذ بعيداً عن الاضواء وأيدي الإعلام، إلا في السودان الذي تدق (النقارة) فيه للانقلاب العسكري ويتم (الاعلان) عن وقوع الانقلاب قبل حدوثه والتمهيد له بوفد مقدمة (انقلابي) جرت العادة على تسميته (مسرحية)، حتى اذا وقع الانقلاب التالي ظن الشعب انه جزء آخر من (المسرحية) التى سبق الاعلان عنها.
• الانقلابات في السودان تبدأ بتغريدة واضحة وصريحة، ويمضى التسلسل في ذلك حتى تصل اجزاء الانقلاب الى ما يشبه اجزاء (ليالي الحلمية) او المسلسلات التركية الطويلة. وكل ذلك يتم على الملأ وعلى عينك يا تاجر.
• الاسلاميون الامور عندهم تبدأ كـ (مسرحية) ثم تصل الى نتيجة حقيقية و (واقعية) بعد ذلك.
• دخول الترابي لسجن كوبر في 30 يونيو 1989 كان (مسرحية) وشهد بذلك الرئيس نفسه، وهو فخور بتلك الحيلة. لكن بعد عشر سنوات من هذه (المسرحية) في عام 1999م اصبحت هذه المسرحية (حقيقة) ليدخل الترابي للسجن كمتهم ومدان بعد المفاصلة.
• التنظيم (الايديولوجي) او دعوني اقول (الهرمي) للتنظيم الاسلامي قاعدته (مسرحية) وقمته ان تصبح تلك المسرحية (حقيقة)، وقد شاب الاسلاميون على ذلك، وشيخهم في الصحافة اسحاق فضل الله لا يجد حرجاً في ان يقول انه يكذب.. والخدعة الكبرى انه يقول انه يكذب من اجل الاسلام .. وهذا تشويه للإسلام لا نجده حتى عند غلاة اهل اليسار المتهمين بذلك.
• محاولة انقلاب 21 سبتمبر يجب الانتباه اليها، فهي تمهيد لانقلاب قادم، فقد كان الانقلاب بالون اختبار.
• الاسلاميون يفكرون بهذه الطريقة ويخططون لانقلاب قادم، كأنهم بانقلاب 21 سبتمبر الذي كان نجاحه في فشله قصدوا ان يعلنوا عن (ساعة الصفر) للانقلاب القادم.
• في الجزء الرابع لحلقات (الأسرار الكبرى) فى قناة (العربية) ظهر البشير (صورة وصوت) وهو يؤكد ان التعليمات كانت تأتي لهم من (الحركة الاسلامية)، وان الحركة كان لها تفكير جاد في (الانقلاب) في عام 1982م، وصفه المخلوع بسبب فرص نجاحه الضعيفة بـ(الغربال)، ثم عادت الحركة الاسلامية الى (المحاولة الانقلابية) بصورة (عملية) في 18 يونيو 1989م التى أدت لدخول الزبير محمد صالح السجن، وقد كان منهم ذلك في اطار تخطيطهم لانقلاب 30 يونيو 1989م بقيادة البشير، بعد ان مهدوا الطريق وشغلوا حكومة الصادق المهدي المنتخبة بتلك (المسرحية) وصولاً لليلة الانقلاب الكبرى في 30 يونيو 89م.
• الانقلاب عندهم مثل حنة العريس.. الحنة الصغيرة .. والحنة الكبيرة.
• ما تم الآن في محاولة الانقلاب الاخيرة هو (تشاهد غداً) للانقلاب القادم.. وهو كما اشار الاستاذ عثمان ميرغني انقلاب (تجريبي).. النجاح فيه يتمثل في فشله.
• في التجارب العلمية والتطبيقية (الفشل) يقود الى (النجاح). ويجب استيعاب هذه القاعدة.
(2)
• الامر المهم الذي يجب ان نقف عنده، هو ان معظم الانقلابات التى تمت في السودان كانت (السلطة) جزءاً منها. فالاسلاميون عندما انقلبوا على حكومة الصادق المهدي كانوا جزءاً من الحكومة الديمقراطية، وكانوا احد اضلاع حمايتها.
• اللجنة الامنية في الفترة الاخيرة لحكومة البشير كانت جزءاً من التغيير الذي حدث في البلاد، حيث خرج النائب الاول للبشير ووزير الدفاع حينها ليعلن عن تحفظهم على رئيس النظام في مكان آمن، في الوقت الذي ادعوا فيه ان صلاح قوش الذي كان يدير جهاز الامن في النظام البائد ويشرف بنفسه على القمع وتكميم الافواه، هو الذي فتح المسارات للشعب نحو القيادة العامة.
• انقلاب هاشم العطا وفاروق حمدنا الله وبابكر النور (الذي كان عمره ثلاثة ايام فقط) على جعفر نميري، كان على نظام أن المنقلبين عليه بعض منه.
• لهذا احذروا شريككم في السلطة.
• قبل سقوط نظام الانقاذ اجتمع البشير باللجنة الامنية ليبحثوا عن الحلول من اجل بقاء البشير في السلطة.
• اللجنة التى كانت تفكر وتخطط مع البشير وتحميه، وصلت الى قناعة عدم جدوى ذلك، وقرروا التضحية بالرئيس من اجل حماية الشعب، بعد ان اشار لهم البشير بفتوى ابادة ثلث الشعب من اجل المحافظة على حياة الرئيس.
• لو كان هناك حل غير (ابادة ثلث الشعب) لما انحازت اللجنة الامنية للشعب.. ولو كانت الابادة ممكنة لما تأخروا عن ذلك.
• اللجنة الامنية الآن تبحث عن ان ينحاز لها الشعب، لذلك كان انقلاب 21 سبتمبر الذي كان من اجل التجريب والاختبار ومعرفة مدى قبول الشعب للإطاحة بحمدوك والمكون المدني.
• النائب الاول لرئيس مجلس السيادة الفريق اول حميدتي شكا من عدم تقدير واحترام القوات النظامية، وقال انهم تعرضوا للإساءات والتخوين من قبل المكون المدني.
• لا أعرف كيف يمكن ان يثق الشعب في (اللجنة الامنية) والقوات النظامية بعد مجزرة فض الاعتصام؟
• فقدنا اكثر من مائة شهيد في ليلة المجزرة وحدها.. ويسألوننا عن الثقة.
• لقد تعرض المدنيون لمجزرة مازالت (جثثها) مفقودة الهوية في ثلاجات المشارح.
(3)
• الانقلابات العسكرية نجاحها يرتكز على البيئة التى يقوم عليها الانقلاب، فمهدوا لإصلاح هذه البيئة من خلال خلق رأي عام ضد الحكومة المدنية .. وساد الغلاء وأشاعوا التفلتات الامنية، ونشروا الصراعات والنزاعات القبيلة وأغلقوا الطرق القومية.
• كل ذلك كان من اجل انفراد المكون العسكري بالسلطة. والغريب ان كل هذه الازمات المسؤول الأول عنها هو (المكون العسكري).
• انقلاب 21 سبتمبر خطط له عن طريق (9 طويلة) وذلك بإشاعة الفوضى والتفلتات الامنية.. تخيلوا ان الاستيلاء على السلطة بعد التضحيات التى قدمها شهداء ثورة ديسمبر احمد الخير وعظمة وكشة ودودو وعباس فرح، يكون عن طريق (9 طويلة).
• يريدون لهذا الشعب العظيم ان تحكمه عصابة. فهذا الشعب لن يحكم مرة اخرى بالسلاح والقوة والبطش والقوات النظامية.
• للشعب الابي احرصوا على (المستقبل) قد نفقد (الحاضر) وقد تكون التضحيات كبيرة، فكل ذلك ليس مهماً.. المهم هو ان نصنع مستقبلاً مشرقاً ووطناً خيراً وديمقراطياً وعدلياً لأجيال قادمة ولغد مزهر.
• يجب ان نعلم ان اخطاء هذه الحكومة جزء من بناء الحكومة المدنية الراشدة وهي فواتير واجبة السداد.
(4)
• في المكون العسكري يتحدثون عن خلافات وصراعات المدنيين من اجل (الكراسي)، وينسون ان البلاد تغلي كالمرجل بسبب وجود (5) جيوش في العاصمة بدباجات مختلفة.. وكل قوة عسكرية تريد بقوة السلاح نصيبها من السلطة.
• فشلوا في دمج خمسة جيوش في الجيش، في الوقت الذي اندمج فيه اكثر من (120) حزباً ومكوناً مدنياً في جسم واحد.
• كنا نتمنى من القوات النظامية ان تعطينا أنموذجاً للاتفاق والوحدة.
• الدعم السريع يرفض الاندماج في (الجيش) والقوات النظامية ترفض الهيكلة، ومع ذلك يتحدثون عن خلافات بين الامة والشيوعي.
(5)
• بغم/
• منطقة عسكرية.
• ممنوع الاقتراب والتصوير والانقلابات العسكرية.

صحيفة السوداني