دواعش الداخل…!
د. مرتضى الغالي
نحن من أنصار التهدئة من اجل سلامة الفترة الانتقالية ولكن لا مكان للتهدئة على حساب الثورة..! ولا نزال نأمل أن نرى شركاء الانتقال جميعهم في صف الثورة وألا يبدر منهم ما يناقض أهدافها ومطلوباتها.. وألا يكونوا عوناً للفلول وحملاتهم ومؤامراتهم الخاسرة.. وقد رأينا بالأمس ماذا خلّفت لنا الإنقاذ المُجرمة وهي تحتضن الدواعش من أرجاء الدنيا وتزرعهم بين أحيائنا السكنية..! فيا ترى كم لدينا من دواعش آخرين غير هذه الخلية (في أحياء جنوب الخرطوم) التي ظهرت للعيان صدفة بأسلحتها ورشاشاتها وداناتها..؟!! هذه هي الإنقاذ أيها الصحفيون الذين يهاجمون لجنة تفكيك الإنقاذ.. وخاصة الأقلام التي تقتات من الإعلانات وهي في سلك التحرير وتطمس بذلك شرف الصحافة التي تمنع أن يتسوّل الصحفي الإعلان.. فالإعلان له أهله وله وظيفته المستقلة عن التحرير لمنع تضارب المصالح والتأثير على نزاهة الصحفي.. والأسوأ أن يكون تعامل الصحفي بالإعلان وهو محرّم بمواثيق الصحافة وأخلاقياتها بصورة منحرفة وعن طريق نزع توكيلات الإعلان عبر الابتزاز والاحتماء بالسلطة.. فهذه (سرقة خسيسة).. ثم بعد ذلك التطاول على الثورة لصالح الفلول.. هذا والله هو عدم الحياء بعينه.. أن تمد لسانك للوطن وتقول في بساطة: (حلّوا لجنة التمكين).. ولا نعلم لمن هذا الخطاب الجاهل..؟ّ! هل في إمكان أحد كائناً من كان أن يحل لجنة تفكيك الإنقاذ وهي لجنة بأمر الشعب وتحت حمايته..؟! من أين يأتون لنا بهؤلاء الأقزام أبواق الميليشيات الذين لا يستحون من إدخال (ممارسات النخاسة) في هذه المهنة الشريفة المحترمة..! ألا تبت يدا هذا الصنف من البشر الذي انتهز غفلة النواطير من عزل حبات البصل الفاسدة من جوالات البيدر..!!
ينتظرنا عمل كثير من اجل تصفية هذه الجيوب المُجرمة التي زرعتها الإنقاذ ورعتها وفتحت لها البلاد وجعلت الدواعش بين كتائب الإنقاذ في معركتها ضد الشعب.. وقد كشف حادث الأمس كيف أن الدواعش لا يتورعون من إطلاق النار وسط الأحياء وقتل رجال الأمن والجنود وأي مواطن عابر بدم بارد.. ثم الهروب تحت رعاية الفلول.. فهل لا تزال هناك أية شكوك حول طبيعة الإنقاذ التي استجلبت الإرهابيين من كهوف التوحش لتجعلهم (عصا ترهيب للشعب).. فأصبح مال الشعب نهباً لحرامية الداخل وإرهابيي الخارج وعلى حساب قوت الشعب وحليب الأطفال وإجلاس التلاميذ على الأرض من أجل (أمراء الإرهاب) وأثرياء حماس..!! ومع هذا الجهد الذي ينتظرنا في مسح تفخيخات الإنقاذ في شتى مجالات الحياة ينتظرنا أيضا عمل آخر في مجال تنقية مهنة الإعلام والصحافة من (المرتشين والغوازي)..!!
سوف يتضح للشعب السوداني كل يوم ماذا صنعت الإنقاذ بالوطن طوال ثلاثة عقود وسيعلم العالم أنها جعلت من السودان بؤرة مركزية لتداول كل المحظورات.. فقد جعلت من الوطن (محطة مركزية) لمرور شحنات المخدرات وعبور الإرهابيين بل صناعتهم وتدريبهم؛ من القاعدة والدواعش إلى طالبان.. ومن (بوكو حرام) إلى حركة الشباب الصومالية.. ومن عصابات الجريمة المنظمّة و(كارتلات المخدرات) إلى سماسرة الاتجار بالبشر وغسيل الأموال..! فانظر كيف أن الإنقاذ لم تكن سوى شرذمة لصوص ضمن شبكة مع دوائر الإرهاب العالمي وطريدي العدالة.. وكيف أن قادتها يتربحون من (غرقي القوارب) ويأخذون عمولة أطنان ذهب البلاد المنهوب من حرامية دوليين يأتون عبر (طائرات الشارتر).. وبعد هذا يتطاول الفلول ويجدون مساندة من شركاء الفترة الانتقالية…!!
نحن مع التهدئة ولن تنجح محاولات بذر الفتنة بين الثورة والجيش فهذه الثورة ليست ثورة رعاع ولا جياع.. إنها ثورة متسلّحة بالوعي وتعرف أقدار الشرفاء في المنظومة العسكرية وغيرها… فليقم من وضعتهم الأقدار في منصات المسؤولية بواجبهم بغير تغّول أو افتئات.. ولنوجّه عملنا وضمائرنا نحو أهداف الثورة.. وليوفر كل من يظن غير ذلك جهده.. فالردّة مستحيلة… جفّت الأقلام وطويت الصحف..!!
الديمقراطي