أحمد يوسف التاي.. المجموعة الإقصائية (3)
(1)
قبل يومين صرح أحد قيادات “الخاطفين” بأن تجمع قاعة الصداقة الذي يلتئم اليوم للتوقيع على مايسمى بـ “ميثاق التوافق الوطني لوحدة قوى الحرية والتغيير” بأنه تجمع للفلول …!!!! ومبلغ علمي أن هذا التجمع يضم : (المجلس القيادي لنداء السودان ـ وهو مشارك بكل فصائله وتياراته ـ والجبهة الثورية وعدد من احزاب قوى الاجماع الوطني والذي كان يضم 17 حزباً معارضاً، وكذلك قوى المجتمع المدني وعدد من لجان المقاومة ، وبحسب ما توصلتُ إليه من استيثاق أن الدعوة لهذا التجمع كانت ولاتزال مفتوحة لجميع الموقعين على الوثيقة الدستورية…طيب يا جماعة ماعلاقة قوى نداء السودان والجبهة الثورية بالفلول؟…فبأي منطق وبأي سند وبأي أخلاق نتهم هؤلاء بأنهم فلول إمعناً في الإقصاء وطمعاً الاستئثار بالسلطة؟…في رأيي هؤلاء هم أيضاً قوى ثورية..
(2)
الحقيقة التي لامراء ولاجدال حولها أن هذه الأحزاب كانت تنادي بهيكلة قوى الحرية والتغيير وإصلاحها وتصحيح مسارها وحزب الأمة ـ قبل موقفه المنقسم الآن ـ كان يتبنى فكرة هيكلة قوى الحرية والتغيير وإصلاحها ، لكن المختطفين الصغار أصحاب الحناجر الغليظة كانوا يرفعون له السبابة ويتهمونه بـ (الكوزنة) وقد كتبتُ حينها عن هذه الفزاعة التي يلوحون بها في وجه الإمام وحزبه كلما ذكر الهيكلة والإصلاح لقوى الحرية والتغيير، وكلما جاب سيرة تكوينمجلس قيادي لقيادة الحرية والتغيير…ولم يرضوا بتشكيل المجلس القيادي إلا بعد وفاة الصادق المهدي لظنهم أن المهدي يسعى لرئاسة هذا المجلس…هذا فضلاً عن أنهم كانوا يعارضون الهيكلة والإصلاح لقوى الحرية والتغيير ، لأن الهيكلة والتصحيح سيضع كل حزب في المكان الذي يناسبه حسب حجمه ووزنه…لكن الخاطفين استدروا عطف الشباب وحماسهم ونجحوا في رسم صورة مزيفة لأنفسهم بأنهم هم الأجدر بحماية الثورة والعبور بالبلاد إلى بر الأمان التحول الديمقراطي والمدنية وماسواهم (فلول)…
(3)
النقطة التي يجب أن نتفق حولها كسودانيين ونلتقي حولها هي الإقرار بأن كل الأزمات السياسية في البلاد ونتائجها منذ الإستقلال وحتى يومنا هذا هي نتاج طبيعي للإقصاء….فالذي يتسلط اليوم على رقاب الناس بأي وضع ، يصنع لنفسه أعداء يضعهم في الرصيف ويغذيهم بالمرارات والغبن والإقصاء خاصة إذا كانوا هم أيضاً أصحاب حق وكسب ونضال ممايدفعهم لذات النهج وذات الإقصاء عندما تدور الأيام وتصل الكرة إلى “ملعبهم” … فإذا اردتم استقراراً للبلاد أقتلوا هذه الجرثومة الفتاكة…جرثومة الإقصاء…..اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله ، وثق أنه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة