مقالات متنوعة

اسماء جمعة تكتب.. اهتموا بالمعلمين


سقط النظام المخلوع ولم تسقط سياساته التي أدت إلى تدمير السودان، ومنها سياساته تجاه التعليم الذي ما زال يقف في نفس المحطة حيث تركه لم يتحرك قيد أنملة، المدارس تعاني والمواطن يشتكي والمعلمون ما زالوا يحاولون جاهدين لفت نظر الدولة لحالهم المزري، ولا حياة لمن تنادي.
وزارة التربية والتعليم كأنها غائبة،وكأن التعليم الآن بيد النظام المخلوع الذي لا يريده أن يحيا ويعيش،رغم أن البداية كانت مشرفة، فالوزير السابق محمد الأمين التوم فتح أمام الشعب أبواب التفاؤل بمستقبل مشرف للتعليم، عرض علينا خططا طموحة من ضمنها تحسين وضع المعلم، وهي خطوة مهمة جدا لإحياء التعليم الذي تركه النظام المخلوع في حالة موت سريري.

محمد الأمين التوم، بشرنا أن الدولة قررت مضاعفة مرتب المعلم وتحسين وضعه المادي، وقال إن وزارة التربية والتعليم ستعمل على تحسين الوضع الاجتماعي والمهني للمعلمين لتكون المهنة جاذبة ولكنه ذهب،فقد جاءت محاصصات الأحزاب والحركات لتبعده ولم تستطع حتى الآن إيجاد من يملأ مكانه،فعدنا إلى المربع الأول ننتظر الظروف والتعليم يصارع الموت.

بالأمس، الخامس من أكتوبر، احتفل العالم باليوم العالمي للمعلمين، وهو يوم خصصته الأمم المتحدة للتذكير بأوضاع المعلمين لدورهم المهم في العملية التعليمية، ويأتي هذا العام في ظل جائحة (كورونا) التي اجتاحت العالم منذ حوالي 20 شهرا،وقد أثرت على التعلم وأصيب بحالة من الركود،ولذلك جاء شعار اليوم تحت عنوان (المعلم عماد إنعاش التعليم)، ويهدف الشعار إلى تذكير الحكومات بأن إنعاش التعليم لا يتحقق إلا من خلال إمداد المعلّمين بالدعم الذي يحتاجون إليه لكي يقوموا بعملية الإنعاش على أكمل وجه.
مصيبة السودان أكبر بكثير من مصيبة دول العالم، فقبل أن تقوم الحكومة الانتقالية بأي إجراء من شأنه أن يحيي التعليم،جاءت جائحة (كورونا) لتلقي بظلالهاعليه، فأصبحت مصيبته مصيبتان.

وفي ظل الوضع الحالي لا يمكن للتعليم أن ينتعش ويحيا مالم تبدأ الدولة في الاهتمام بالمعلمين، وأي جهد تقوم به قبل هذه الخطوة لن يكون مجديا،فتحسين وضع المعلم يعني فتح الطريق أمامه ليكون شريكا في عملية الإصلاح، وهذه هي البداية السليمة .
نحيي المعلمين في يومهم العالمي، نقف معهم ونطالب الدولة بأن تنتبه إليهم وتحسن أوضاعهم وتدعمهم، فالتعليم في السودان يحتاج إلى مجهودات جبارة ليعود إلى الحياة،فإذا كانت دول العالم تنادي بدعم المعلمين بسب الركود الذي خلفته جائحة (كورونا)، فمن الواجب أن ننادي نحن بدعم المعلمين في السودان مائة مرة حتى يتمكنوا من إحياء تعليم واجه التدمير الممنهج طوال 30 سنة، وجاءت (كورونا) لتزيد مأساته.
حقيقية نطالب السيد رئيس الوزراء بالتدخل الفوري لصالح المعلمين، فالتعليم الذي تركه النظام المخلوع يصارع لن يعود إلى الحياة من دون تغيير حال المعلمين ودعمهم دون توقف، والأهم من كل هذا نحتاج وزيرا كفؤا ومبدعايستطيع تنفيذ هذه المهمة.
بمناسبة هذا اليوم، نحيي المعلمين في السودان، ونشد من أزرهم وندعو لمناصرتهم.. ونرجو أن تهتم بهم الدولة وتشرع فورا في تحسين أوضاعهم ودعمهم بلا حدود.

صحيفة السوداني