جيفري فليتمان في الخرطوم
• من المتوقع أن يكون المبعوث الأمريكي الخاص بالقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، وصل للخرطوم أمس الجمعة لبحث أزمة شركاء المرحلة الانتقالية وقضايا أخرى ذات صلة، يعود فليتمان للخرطوم بعد أقل من شهر من زيارته الأخيرة بعد أن تدهورت الأوضاع في السودان بشدّة ولم تُعد التعبيرات الدبلوماسية الأمريكية من قبيل “حث الشركاء..” و” تشجيع الأطراف..” تجدي مع الوضع الملتهب على الأرض بعد 21 أكتوبر العاصف، وفي ظل استمرار اعتصام القصر، مع حالة شلل تام في أجهزة الدولة السيادية.
• إذن، هناك حاجة ماسّة لتقديم مقترحات عملية وربما الضغط في اتجاه أن تقبل الأطراف الثلاثة المتصادمة في الخرطوم بمقترح تسوية تحت رعاية المجتمع الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
• قبل ساعات من توجهه نحو الخرطوم، صرّحَ جيفري فليتمان لصحيفة ((The National)) قائلاً: (إذا تمت عرقلة الانتقال الديمقراطي في السودان، وإذا حاول جانب أو آخر في هذه الشراكة المدنية/ العسكرية أن يسود، فإن دعم الولايات المتحدة سيكون موضع تساؤل بما في ذلك الإعفاء من الديون)، هذا التصريح مهم لأنه يكشف – بوضوح – توجهات المسؤول الأمريكي الحاضر في المشهد السياسي السوداني، طرفا الشراكة مهمان لأمريكا، الجيش والحرية والتغيير والمتوقع أن يعمل الرجل على صيغة تسوية تضمن استمرار الشراكة العسكرية / المدنية، وربما تستصحب هذه الصيغة – إن وجدت – النقاط العشر التي طرحها السيد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك في خطابه الأخير وشكل على إثرها ما يعرف بـ(خلية الأزمة) ذات السبعة أعضاء، والتي تضمه (حمدوك) مع ستة ممثلين من الأطراف الثلاثة المتصارعة: الحرية والتغيير، المكون العسكري، والحرية والتغيير الجناح المنشق.
• الحرية والتغيير وضعت شرطاً لقبولها بـ(خلية الأزمة) هو فصل جلسات التفاوض بحيث لا يكون ثلاثياً، بل تريد أن تتفاوض ثنائياً مع المكون العسكري لوحده، ثم تتفاوض مع المجموعة المنشقة لوحدها، وهذا تكتيك حذر ومفهوم كون التفاوض الثلاثي يجعل الكفة راجحة لمصلحة المكون العسكري المتحالف مع المجموعة المنشقة (4 أعضاء مقابل 2 عضو من الحرية والتغيير).
• هذا هو الوضع المعقد الذي سيواجه المستر فليتمان، وسنرى إن كان يستطيع تجاوزه وفرض صيغة جديدة على كل الأطراف، أم سيكتفي بـ(حث وتشجيع الأطراف على الحل..)، ثم يغادر عائداً إلى واشنطن.
محمد المبروك
صحيفة اليوم التالي