تنازع الرجل السوداني بين ابجيقة والعولمة
نهى محمد الأمين
ما هي الأسباب والدوافع وراء تمسك الرجل السوداني بالشخصية التقليدية (ابجيقة) حتى وإن حصل على أعلى الشهادات العلمية وطاف بلدان العالم !؟
للموضوع محاور عديدة، ويطول فيه الحديث، دعونا نبدأ بالحديث عن واحدة من أهم النقائص التي تؤرق مضجعنا نحن بنات حواء، وهي إحجام ابجيقة عن التعبير عن مشاعره وخصوصًا بعد الزواج، أثناء الحملة الانتخابية في فترة الخطوبة قد يغدق عليك من عبارات الهيام والغرام، وقد يمتدحك ويمتدح جمال أوصافك وبديع صفاتك، حتى تقتنعي يقيناً أنك أجمل من سعاد حسني في فيلم صغيرة على الحب، ليس هذا فحسب؛ بل يظل يتحدث معك لساعات بدون كلل أو ملل وكل كلمة تخرج من شفتيك تكال بميزان الدهب، وتعيشي في بحبوحة من العواطف المتأججة وإشباع المشاعر، وكما قال نزار قباني تريدين مثل جميع النساء
رجل يردد كالببغاء
يقول أحبك عند الصباح
يقول أحبك عند المساء،
الشاهد في الأمر أننا معشر النساء جميعنا لا يهدأ لنا بال ولا تقر لنا عين إلا بكلمة ( أحبك) هذه.. فلها مفعول السحر، وهي قادرة على نسف جميع دفاعاتنا وجعلنا في حالة ممتعة من الثقة بالذات والاكتفاء،
اها وبعدين،،،
لماذا ينضب معين (أبجيقة) من كل هذه التصرفات والعبارات الجميلة بعد الزواج!؟
لماذا يعتقد أن إسباغ عبارات الإطراء على زوجته، التعبير عن الحب قولاً أو فعلاً فيه منقصة له ؟
إمساك أغلب الرجال السودانيين بأيدي زوجاتهم وهم سائرون غالبًا ما ينتهي مع شهر العسل، ويصبح الرجل تسارعت خطاه إلى هناك والمسكينة تهرول لكي تلحق به،،،
ممكن جداً أن يحضر الزوج المسافر ويسلم بالأحضان على جميع من في البيت ما عدا زوجته !!
تذكرت حكاية تم التندر بها لزمن طويل في عائلتنا بمنتهى السخرية، فزوج خالتي عندما حضر من السفر، سلم عليها بالأحضان وطبع قبلة على جبينها، تم التندر بهذه القصة لزمن طويل في عائلتنا، وكيف يتجرأ بالإتيان بمثل هذا التصرف المنافي للعادات والتقاليد !!
السؤال الذي يفرض نفسه، ما هو السبب في تمسك غالبية الرجال السودانيين بشخصية أبجيقة ؟
لماذا يخشى الرجل التعبير عن مشاعره تجاه زوجته أمام الآخرين وحتى أمامها لوحدهما ؟
لماذا يكون الرجل السوداني أكثر رومانسية في فترة الخطوبة؟
والكثير من ال (هل) ؟
صحيفة اليوم التالي