مقالات متنوعة

أشرف خليل يكتب: ماذا خسر السودان بانحطاط الكيزان..


أزمة الاسلاميين المقيمة أنهم باتوا لا ياكلون من عمل ايديهم…
ومصيبتهم التي ستلازمهم لسنوات أنهم التزموا نكد الدنيا:
(عَدُوّاً لَهُم ما من صَداقَتِهِ بُدُّ)
وحينما صرخ فيهم امين حسن عمر:
(وأهم من ظن اننا نقف مع العسكر ضد المكون المدني أو العكس)..
كان يحاول أن يثبت فؤادهم بعد أن كاد يفرغ على حركتهم..
(وإِن كَادَوا لَيبْدِو بِهِا)..
كانت الحركة تحتاج لمن يحملها على تحمل تبعات ما بعد سقوط البشير شخص امين وكان ينبغي ان يكون غير امين حسن عمر!!..
فصاحب (اشجان المتوحد) لا يقوي علي تحمل تكاليف مقابلة الاذي والمكايدة بما يتناسب من ادوات..
بصارته تكمن في الاشارة الي تلك المكامن والبواطن التي تتبدى أمامه..
يعرف كل شئ لكنه يعرف أن يده ورجله (حارة)..
بيد انه تلفت فلم يجد أحدا يشيل الشيلة ويقوم بادوار تلك البطولة فقام اليها دون إعداد مسبق ولا توضيح مرفق..
رحم الله الدكتور حسن الترابي الذي امتاز بالحركة مسافة قصية عن تلك التحضيرات الجارية من خصومه والحمم إبان انتفاضة ابريل..
كانت الحركة الاسلامية في أسوأ حالاتها، يكاد تتخطفها سهام اليسار، لاحقتها باقذع الالفاظ من قاموس السباب السياسي ما بين (تجار الدين) و(السدنة)..
اداروا معركتهم معها بشراسة وإلى أقصى نواحي اللعب غير النظيف
واللعب علي الجسوم، لكن الاسلاميين ومثل السحر استعادوا الثبات والمبادرة وحرية التفكير والحركة والتجنيد…
صاروا القوة الثالثة برلمانيا، والقوة الاولي من حيث التأثير والديناميكية والحضور..
افسح لها الجميع مكانا في القلوب والبيوت والمنابر..
انجزت الحركة كل ذلك بـ(ضراعها) وبتاثير شيخ حسن الطاغي الذي فعل بهم ولهم اشياء ما كانت ابدا في الحسبان..
وحينما كان وردي يغني:
(سندق الصخر..
حتي يخرج الصخر لنا زرعا وخضرا)..
كانوا يفعلونها في بيادر السودان وحواضره..
(في كل بلاد سوالو أولاد)..
نجحوا في طرح البدائل واقامة الحجة وبعث الأمل في نفوسنا الناس ورجم ذلك الخناس..
و(هبت ثورة الانقاذ)…
سأختزل لكم مرحلة كاملة من تاريخ الانقاذ في عبارة للدكتور الترابي قالها في العام 1990 أمام قلة مختارة من أنصاره:
(لن تكون قويا مهابا إلا إذا امتلكت هذه المقومات، (طرق واتصالات،السلاح والبترول).. والبترول دا لو احفروا بي اظافري لازم يطلع لازم يطلع )..
كانوا غارقون وقتها في عوز لا ينتهي وفاقة وشح حتي ان كوادرهم توزعت ما بين (عربات الدقيق) و(شبابيك الرغيف) و(محطات الوقود) وطباعة وتوزيع البطاقات التموينية، وبرغم ذلك كان الترابي يدفعهم نحو آفاق مديدة واحلام جديرة بالانهماك والسعي..
بينما كان (الكورال) اليساري يضع اللمسات الاخيرة لهتاف محدث:
(الكيزان جهاز وسخان)..
كان الترابي يمضي بـ (الكادر) بعيدا وعميقا وحذقا..
مصوبا دوما نظره ونظرهم نحو امهات القضايا وصباياها من الحلول.. مسكون بالشعار:
(فاذا فرغت فانصب)..
بينما الأضداد في شغل فاكهين واذا نصبوا فرغوا!!..
ذلك الاتساع الذي تخلفه تجربة العمل السياسي على مستوى الأفكار و(الفعايل) والبدائل، لا يتأتي إلا لصاحب فكرة وقضية، الذي يعيشون لذاوتهم و(زبيدة) و(الفاخر) ودنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فثورته لما ثار من اجلها..

صحيفة الانتباهة