الأستاذ الصادق سمل يكتب.. مختارات
بالأمس كنت في تشييع الشهيد اليافع عمر بالكلاكلة القبة وهذه بعض مشاهداتي.. قرر الشباب/ات عدم المرور بالموكب بسوق لفة الكلاكلات الشهير وسلكوا طريقاً جانبياً تفادياً لخلق زحام في منطقة السوق لأنها أصلاً كانت في ذروتها ربما بذلك قصدوا التماس الكثير من الترحم علي روحه الطاهرة
بائعة الشاي ال‘ثيوبية الشابة وقفت بجلال ومهابة للجثمان فهي تعرف حجم الوجع من نار موقدها ونار الاغتراب وجحيم الحرب في موطنها.
امرأة عجوز من المنازل المجاورة ترفع يديها ابتهالاً لرب الكون أن يتقبل الله روح عمر.
وأم يافعة تضم صغيرها على صدرها بشدة وتبكي بحرقة ربما تبكي لمآلات تخشى منها عليه.
أخ الشهيد (جندي الجيش) ربما كان حزنه أن كيف يخرج الأشقاء من ذات الرحم ولأم واحدة وتعجز الأوطان أن تحدد بقوانينها ومؤسساتها أن كيف يمكن لكل منهم أن يعشق بلاده ويخدمها من مواقع الحب والحياة لا من مواقع الشر والقتل الذي لا يستثني أحداً.
يجب أن لا نتوقف من أجل خلق مشروع التأسيس للحياة برغم كل تلك الآلام.
وأنا عندما أكتب ربما يرى البعض أنه من الأفضل أن أصمت أحياناً ولو وقف من يريدني أن أصمت قليلاً وتحسس القليل من ما تبقى من إنسانيته لتأكد أن هذا القليل منها غير كافٍ ليهزم ما في داخله من الشر السياسي المتراكم والمزمن والذي يهندس الامتياز السياسي على مقياس الدم. لذلك رأيت الا أصمت أبداً بل عليه هو أن يدفع بالكثير من نوازع الإنسانية لديه لتتحسن حياتنا.
صحيفة اليوم التالي