رأي ومقالات

هيثم محمود يكتب: شكرا حمدوك خيري!!

ماقام به رئيس الوزراء العائد عبد الله حمدوك من توقيع على الإتفاق السياسي لحل الأزمة السياسية يستحق الثناء والتقدير وهنا يستحق عبارة (شكراً حمدوك) التي طالما صدع بها القحاتة ومن شايعهم من الرجرجة والسوقة والدهماء رؤوس الناس بالتطبيل للرجل دون أن يقدم ما يستحق الشكر ولكن كعادة (القحاتة) يتعاملون مع حمدوك كشريف خيري ويجعلونه (رمزاً للصمود) يحملونه على رؤوسهم حينما يتوافق مع أجندتهم.

إتفاق البرهان وحمدوك أكد على الإلتزام بالوثيقة الدستورية التي وقعتها قحت البائدة مع تعديلها بما يضمن مشاركة سياسية واسعة لكل الأحزاب السياسية باستثناء المؤتمر الوطني وهذا أحد مطالب ثوار القصر الذين إعتصموا حتى ذهبت قحت إلى مزبلة التاريخ، وأمن الاتفاق على الشراكة بين المكونين المدني والعسكري للعبور بالفترة الإنتقالية وتسليم السلطة لحكومة منتخبة.

أهم مافي الإتفاق أنه جاء لحقن الدماء واستعادة السودان للمنظومة الدولية وظهرت نتائجه في الترحيب الدولي الكبير بالإتفاق، أولى الخطوات التي يجب أن يتخذها حمدوك هي إختيار حكومة مدنية من كفاءات مستقلة بالتشاور مع كل الأحزاب السياسية باستثناء مجموعة (ثلاثة طويلة) الهالكة التي أوردت البلاد موارد الهلاك بالإضافة لابتدار الحكومة لحوار سياسي شامل لتأسيس المؤتمر الدستوري الذي تتوافق عليه جميع القوى السياسية وفي هذا حل للمأزق السياسي الذي دخلت فيه البلاد وقيادة تحقيق شفاف في قتلى المظاهرات الأخيرة وتقديم القتلة لمحاكم ناجزة.

للأسف فإن قحت مجموعة (ثلاثة طويلة ) تتعامل بمبدأ من ليس معي فهو ضدي، بالرغم من أنهم عبدوا حمدوك كعجل السامري وجعلوه رمزا للمدنية وطالبوا بإطلاق سراحه وعودته لموقعه بإعتباره المنقذ الأوحد للسودان والضامن الوحيد لدعم المجتمع الدولي للبلاد.

ما أن عاد حمدوك لموقعة حتى تغير موقف مجموعة ثلاثة طويلة التي تحول موقفها ١٨٠ درجة تجاه الرجل بين عشية وضحاها ووصفت شراكة حمدوك مع العسكر بشراكة الدم، وهنا تعاملوا مع حمدوك كشريف خيري (الخائن العميل) الذي يستحق الموت كما في مسلسل السفارة في العمارة للنجم عادل إمام!!.

يبدو أن البعد عن السلطة لأقل من شهر قد جعل مجموعة ثلاثة طويلة تتناسى أنها شاركت العسكر السلطة لأكثر من عامين تبادلت معهم كراسي المجلس السيادي وتقاسمت معهم السلطة وجعلوا من نكراتها وزراء ومن عاهاتها نجوم واتفقت معهم على كل شيء حتى تفاصيل فض الاعتصام!!.

إنها سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الأحزاب الكرتونية لذا تتعامل مع حمدوك كشريف خيري تارة (رمز الصمود) وتارة (الخائن العميل)، رفضت مجموعة (ثلاثة طويلة) إتفاق حمدوك البرهان لأنه يحدد نهاية الفترة الإنتقالية بانتخابات خلال عام ونصف ولأنها تعلم وزنها الحقيقي وسط الشعب وتاريخها لذا تعمل على حشد الشباب للتظاهر والموت لتتاجر بدمائهم من أجل كسب رخيص هو الجلوس على كراسي السلطة بلا تفويض جماهيري.

الآن يستحق حمدوك الشكر وأرجو أن يستفيد الرجل من تجربته السابقة التي كانت نموذج للفشل في كل شيء، الفرصة الآن أمام حمدوك ليثبت أنه قدر المسؤولية خصوصا أنه يجد دعم دولي وتوافق داخلي لم يجده سياسي قبله، فهل سينجح الرجل ويسجل اسمه في سجل العظماء أم سيذهب لمزبلة التاريخ.

تعليق واحد

  1. الكوز الكذاب جايب حمدوك رمز الفشل كما يقول ليقود حكومة الانقلاب الدموية
    البل رااااجيكم يا حرامية